عزيزي رئيس التحرير
أحداث الحادي عشر من سبتمبر لها آثار جانبية على الكل ومن أولئك المسافرون الذين يعيشون حالات القلق قبل وأثناء وخلال السفر خاصة إذا كانت سحنتهم من دول العالم الثالث. فرضت الآن دول كثيرة على مواطني دول معينة ضرورة الحصول على تأشيرة لدخول بلدها وهذا يتطلب وجود ضمان بنكي يقدم للسفارة المعنية مزودا بشهادة تثبت مكان عملك وعليك أن تدفع رسوما لاستخراج التأشيرة والحصول على التأشيرة في أفضل الأحوال يتطلب انتظار أكثر من أسبوع وهذا يعتمد على البلد المقصود. قد يتطلب الأمر أن تزور السفارة لأكثر من مرة لإجراء مقابلة شخصية. قارن يا سيدي القارئ بين ما ذكر وما كان يحدث في السابق حيث كان بالإمكان أن تحصل على تأشيرة سفر لدخول أمريكا خلال ساعتين من قنصليتها في الظهران قبل السفر الآن تأتيك النصائح بوجوب الحذر وأن تتجنب أن تذهب إلى أماكن معينة وأن تخفف من شعر لحيتك بينما في السابق يحثك الأهل والأصدقاء على مجالسة الناس الصالحين ويعطونك أشرطة قرآن وزكوات لتوزيعها. أثناء السفر بالطائرة تبدأ وتيرة القلق بالارتفاع فأنت تتجنب الذهاب إلى الحمام القريب من كبينة القيادة وكذلك فإنك تؤدي الصلاة وأنت جالس على الكرسي بصورة سرية بحيث لا يكون مشتبه فيك عندما تتجاذب الحديث مع المضيف تحاول أن تتظاهر بأنك من بلاد بعيدة بعيدة.. قبل الحادي عشر من سبتمبر تستطيع وأنت واثق أن تصلي أينما شئت أمام البشر حيث تتفرغ بعدها لتعريف الجمهور عن الصلاة والإسلام.
عندما تقابل موظفي الجوازات في المطار فإن جوازك يمضغه الموظف المختص بنظرة وكأنه طفل أفريقي يمص الماء من جوعه تطرح عليك الأسئلة ويا ويلك إن اخطأت في إدخال سنة ميلادك أو تلعثمت في الإجابة!! في السابق كان ضباط الجوازات خاصة في المطارات الأمريكية يبتسمون لنا بل ويتجاوزون عن كشف وجه المرأة المغطى لإثبات الهوية.
@ @ عبد الله إبراهيم المقهوي ـ كندا ـ كالجري
