DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

اجتماع لم يتم

اجتماع لم يتم

اجتماع لم يتم
أخبار متعلقة
 
كانت اشعة الشمس تتخلل اقمشة الستارة الغليظة من خلال الفتحات التي تنسدل عليها سترة هفهافة حريرية، حينما فتح الباب الخشبي المصقول لأقوى مكتب على الارض هذا الذي يسمى المكتب البيضاوي، ودخلت امرأة سمراء بقامة مصلوبة، وبمشية عسكرية ثابتة، وعلى وجهها ابتسامة مشدودة بأعصاب وجهها ذي الملامح الحاد التقاطيع ولها اسم جميل هو التغريدة الحلوة، اقصد ترجمة الاسم البرتغالي (غونداليزا). جلست على كرسي مقابل صاحب المكتب الرئيس جورج بوش الابن.. وبنفس الصرامة قرأت على رئيسها نص خطاب وزير الخارجية العراقي في قبول قرار الامم المتحدة 1441. تأكد الرئيس بوش من ان ربطة عنقه مرخية واتخذ وضعا افقيا وقال: أليس الوقت مناسبا لننسى موضوع الهجوم على العراق؟ دعيني اهاتف رامسفيلد في البنتاجون، حتى يوقف استعدادات الحرب. على ان غونداليزا تدخلت بصوت خفيض ناصح لا يخلو من الجدية الصارمة: (الا ترى سيدي الرئيس ان تجتمع اولا مع صدام حتى تنهي هذا الملف بشكل نهائي). ـ هل ترين ذلك؟.. اتصلي مع باول واعلميه برغبتي في الاجتماع مع الرئيس العراقي.. ـ مرحبا كولن هذه غونداليزا، والرئيس يسألك بأن ترتب اجتماعا مع الرئيس العراقي لقفل الملف العراقي. ـ تسمع تنهيدة ارتياح من كولن باول: حاضر سأرتب هذا اللقاء رغم شبه استحالة الظروف. بعد ترتيبات واتصالات عالمية وتطمينات موثقة ووساطات مدعومة.. وافق صدام حسين على الاجتماع مع الرئيس الامريكي.. وبمكان سري لا يعلمه الا قلة على وجه الارض اجتمع الرئيسان اللدودان والتي دارت اعصاب العالم على قراراتهما عدة اشهر. بوش: أخيرا اجتمعنا مستر صدام، أليس هذا عملا جيدا؟ صدام: انا رجل سلام، ولم احاول تغيير حبي للسلام هي الظروف التي تجبرني على اخذ حق او اخماد نار عدو. بوش: عظيم اذن هل نتعاهد كرجلين يقدران مسؤوليتهما الدولية ونتصافح. يتصافح الرجلان.. ويتبادلان ابتسامات وجمل تهنئة. ثم دعا الرئيس الامريكي نظيره العراقي للجلوس على مقعد وثير. جلس الرئيس العراقي، واستل من جاكتته الايطالية الفارهة سيجارا هافانيا طويلا ليمجه في جلسته الوثيرة.. وهنا احتج الرئيس الامريكي بان التدخين غير مسموح به.. على ان الرئيس العراقي كان قد اشهر سيجارة، وفات وقت التراجع.. فبدأ الرئيس الامريكي بالوعيد ان اشعل نظيره السيجار.. وسط هذه المحاورة المشتدة بين الرئيسين، تدخلت الترنيمة العذبة نقصد غونداليزا وهي تحمل مسرعة الهاتف الى رئيسها قائلة بذات الجدية الصارمة: هل تريد ان تتصل برامسفيلد في البنتاجون؟