DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أفكار صحفية

أفكار صحفية

أفكار صحفية
أخبار متعلقة
 
رغم كل ما يقال عن سطوة بعض الفنون الادبية وسيطرتها على الساحة الثقافية، فان سلطان الشعر هو المسيطر على كل الاجواء الثقافية على مستوى الوطن العربي. وهذا الانطباع لايحتاج الى احصائيات ووسائل ايضاح وارقام، بل هو مشاهد اذ يمكن لاي متابع لما تفرزه الحركة الثقافية من ابداعات، ان يخرج بهذا الانطباع الذي يدعمه الواقع.. فلا القصة القصيرة، ولا الرواية، ولا أي لون ادبي آخر يمكن ان يجاري الشعر، وتبني هذا الانطباع لا يأتي من باب التعصب للشعر، ولكنه يأتي للتنبيه الى قصور بقية الفنون الادبية عن مجاراة الشعر، رغم ما يحتاجه الشعر من جهد ومعاناة بالنسبة للشاعر او القارئ على حد سواء. وقد بدأ بعض الشعراء -لدينا- يدركون بشكل عملي هذه الظاهرة عندما اضافوا الى امجادهم الشعرية، مجدا جديدا بكتابة الرواية، في الوقت الذي نشط فيه كتاب القصة القصيرة لتقديم المزيد من انتاجهم القصصي، وكأنما ارادوا اللحاق بركب الشعراء المتقدم بخطوات كبيرة.. لايبدو انهم قادرون على تجاوزها. المتلقي بحاجة لمختلف فنون الادب حتى لايظل اسير لون ادبي دون سواه، لذلك فان الحاجة تظل قائمة الى ان تبرز بقية الفنون الادبية كما برز الشعر، وهذا لن يتأتى بين عشية وضحاها اذا اخذنا بعين الاعتبار عامل الزمن.. وهو عام في صالح الشعر اذا قورن ببعض الاجناس الادبية التي لم يعرفها ادبنا العربي الا في هذا العصر، وان كانت لها جذورها الضاربة في عمق الثقافة العربية. ولا اعتقد ان هناك من يستطيع زحزحة سلطان الشعر عن مملكته، لكن هذا لايمنع من محاولة مجاراته في الاستحواذ على اهتمام القراء، وهي مهمة ليست سهلة، لكنها تضع كتاب القصة القصيرة والرواية والنقد، وكتاب المسرح والاذاعة وجميع الاجناس الكتابية.. في تحد مع الشعر. ما دام سلطان الشعر يفرض نفسه بهذا الشموخ والتحدي.