DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
eid moubarak
eid moubarak
eid moubarak

لي خاطرة

لي خاطرة

لي خاطرة
أخبار متعلقة
 
يشهد القرن الواحد والعشرين اهتماما بالغا بالمتفوقين والموهوبين وغيرهم من الفئات الاخرى التي يطلق عليها فئة غير العاديين، وكثيرا مايلتبس الامر في الفرق بين المتفوقين والموهوبين فالكثير يعتقد بأنهما كلمتان مترادفتان ويحملان نفس المعنى، غير ان واقع الحال لايقر بذلك، فالمتفوق هو شخص او طالب متفوق على زملائه وذلك من خلال سلوكياته المتميزة في الدراسة والتحصيل، ملتزم ويتمتع بانضباط ذاتي ومن اجل ذلك فانه يحقق علامات يتفوق بها على اقرانه في المدرسة او الجامعة، غير ان ذلك بطبيعة الحال لايجعل منه شخصا موهوبا، او ربما تكون لديه القدرة على الحفظ واسترجاع المعلومات والتركيز في الحصص وهذا لايجعل منه موهوبا ايضا بل متفوقا فقط، بينما نلاحظ ان الطالب او الشخص الموهوب ربما لايكون متفوقا ودرجاته التي يحصل عليها في الدراسة متواضعة بعض الشيء ولكنه موهوب في فروع المعرفة او الفن، كالموهبة الشعرية والموهبة الرياضية والموهبة الموسيقية ويتبلور كل هذا بقدرته على الاضافة الى ما يتعلمه، اي بقدرته على الابداع والتغيير فيما يحصل عليه من معلومات ومهارات، ولهذا فان البرامج المعدة لكل فئة من المتعلمين (المتفوقين والموهوبين) ليست واحدة في المحتوى والانشطة التعليمية التي يقوم بها التلاميذ والطلاب وانما تختلف باختلاف نوعية المتعلمين والاهداف التي يسعى المربون الى الوصول اليها، ولكن من اجل اعداد البرامج الخاصة بهذه الفئة او تلك اعدادا سليما ينبغي ان يتم تحديد المتعلمين غير العاديين والكشف عنهم مبكرا حتى يتم توجيههم توجيها سليما. وعليه فان السؤال الذي يطرح هنا، من المتفوق ومن الموهوب؟ فالمتفوق هو الذي تؤهله طاقاته العقلية الى الوصول الى المستويات العالية من الاداء مقارنة بزملائه المتعلمين وافراد المجتمع وهو غالبا شخص معروف ببذل الجهد في التحصيل بغية الحصول على مستوى افضل، اما الموهوب فهو شخص يتميز بنضج عقلي متقدم جدا عن زملائه من هم في مستواه العمري، وهو دؤوب في اشباع رغباته في التعلم ومواجهة المشكلات الحياتية وحلها وتحدي قدراته الشخصية باستمرار، وغالبا ما تظهر اثار الموهبة على المتعلم وهو في سن مبكر جدا الامر الذي قد يشكل عائقا له للتعامل مع زملائه الاقل منه نضجا واستيعابا لما يدور حولهم. واذا ما نظرنا الى المجتمع من حولنا فاننا نأمل في ان يكون مجتمعنا متفوقا ويحتضن نسبة لا بأس بها من الموهوبين، فلعل اليابانيين والالمان قد تمكنوا من تطوير مجتمعاتهم من خلال مثابرتهم على اداء اعمالهم وانضباطهم الذاتي وبذل قصارى الجهد في تحقيق مستويات متفوقة على الرغم من انهم ليسوا جميعا موهوبين، ولذلك فاذا ما اردنا ان نرفع من شأن مجتمعنا ونجعل منه مجتمعا متفوقا فعلينا الالتزام باداء مسؤولياتنا على الوجه الاكمل تلاميذ كنا او طلابا او مسؤولين في مواقعنا الوظيفية بالاضافة الى البحث الجاد عن الموهوبين وتقديم كل العون لهم لتحقيق واشباع رغباتهم في الابداع والابتكار واعتقد اننا على الطريق الصحيح من خلال تعاليمنا الاسلامية السمحة التي تحث على اداء المسؤولية على افضل وجه وكذلك من خلال مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين التي تسعى لاكتشاف تلك الفئة من الطلاب والمواطنين وتقدم كل العون لهم لتمكنهم من استغلال قدراتهم الابداعية والابتكارية الى اكبر قدر ممكن. والله ولي التوفيق *جامعة الملك فهد للبترول والمعادن