تجربة المملكة في بث روح الوعي والتثقيف المروري عن طريق الحملة الوطنية للمرور شيء جميل وهذا التوجه يخلق لدى الناس وعيا بأهمية القيادة الراقية وحفظ الذوق العام، ولكن لكي نعيش في بيئة خالية من الحوادث المرورية والازعاج والتهور غير المرغوب فيه يجب ان يكون هناك تثقيف ووعي داخليين لدى الافراد، وان يكون ضبط السلوكيات هو هاجس الجميع، ولا يمكن تحقيق هذا الهدف الا من خلال منظومة متكاملة يكن اطرافها رجال المرور والاعلاميون والعلماء والمفكرون والأسرة والمدرسة والشارع، وعندما نعود الى التشريعات والاخلاق الاسلامية السامية نجد انها تدعو الى الالتزام بالنظام والتعاون لحفظ ارواح البشر، قال الله تعالى (ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة) والاهمال من اي طرف من اطراف المنظومة سابقة الذكر يؤدي الى عواقب وخيمة ونتائج سيئة لم تكن في الحسبان وارى ـ وهذه وجهة نظرـ ان تكون هناك خطة شاملة للتوعية المرورية تبدأ من الأسرة اولا، عن طريق تفعيل السلوكيات الايجابية والمتابعة الجادة لسائق المركبة ثم افراد الاسرة الواحدة ثم يستكمل التثقيف عن طريق المناهج الدراسية بالمدرسة وعن طريق الاعلام بجميع اشكاله المقروءة والمسموعة والمرئية، لكي تلقى قبولا على ارض الواقع، ويتقبلها المجتمع بشكل جيد وتتجسد في شكل سلوكيات محببة وانضباط ذاتي، وبعد ذلك يصبح القائد المتهور او الذي لا يلتزم بأنظمة المرور، ينظر له نظرة سيئة من المجتمع اولا قبل رجال المرور وارى كذلك ان يدرب رجال المرور على الالتزام الصارم والدقيق بأنظمة المرور وهو واجب وطني وهام، فهم يمثلون القدوة الحسنة لكل قائد مركبة، وبذلك تكتمل اطراف المنظومة، لكي تحقق الهدف الذي نصبو اليه جميعا، فالالتزام بالنظام لفترة زمنية معينة يوجد لدى افراد المجتمع سلوكا ايجابيا، ويصبح بعد ذلك جزءا من الوعي الاجتماعي، وسلوكا اراديا لبقية افراد المجتمع والأجيال القادمة، املي كبير وانا متفائل جدا في اجيالنا اجيال المستقبل، الذين يقع على عاتقهم الكثير والكثير لخدمة هذا الوطن، واتمنى ان شاء الله ان نرى قريبا وطنا هادئا وبدون حوادث.
* وكيل الكلية التقنية بالاحساء لشؤون اعضاء هيئة التدريب
