كانت سعادتي كبيرة حين لقيت احد المذيعين في اذاعة الرياض، لقيته في البحرين حين كنا نشهد دورة ابن المقرب التي عقدتها مؤسسة جائزة البابطين للابداع الشعري، على هامش ذلك اللقاء جرى الحديث بيننا وكان الاخ المذيع من اكثر المذيعين محبة الى نفسي قبل ان القاه، فلما لقيته الفيت من دماثة خلقه وطيب معشره ما زاد حبي له وشجعني على ان احادثه، وكان مما تحدثنا فيه امر ما نسمعه من اخطاء قراءة بعض المذيعين، ولما كنت اجزم بان كثيرا من اخطاء القراءة مرده الى غياب الشكل من النصوص المقروءة قلت له لم لا تشكل (بفتح الكاف) النصوص قبل قراءتها حتى لا تشكل (بكسر الكاف)، فقال ان ذلك يذهب بالتمايز بين المذيعين، فقلت له ان المهم في نظري هو المستمع الذي يجب ان نحرص على ان يسمع كلاما بينا بليغا، ولسنا في ميدان امتحان مهارات المذيعين، واما التايمز فله وسائله الاخرى من محافظة على الوقت ومن حسن الجرس في الكلام ومن بديهة عند الحاجة، والمذيع رجل مهم في نظري لانه سفير لبلاده يعكس صورة عنها تحمد او تذم، ولذلك كان من الواجب ان تعتاد وزارة الاعلام هؤلاء بالتدريب والتطوير المستمرين، فالعمل يحتاج دائما الى تجديد المهارات.
وسألته لم لا تهتم وزارة الاعلام بانتخاب النجباء من صغار المتعلمين لترعاهم وتدربهم تدريبا مكثفا يكفل لها مذيعين على درجة عالية من الاتقان، فقال ان ذلك مما يتعذر على الوزارة فعله، ولكني اعتقد ان البرامج المواجهة الى الصغار ربما تصلح ان تكون ميدانا لذلك ان ارادت الوزارة شيئا من ذلك. ومن الامور التي تطرق اليها الحديث هو ما ينال المتعاونين من العنت حين يتوجهون الى الاذاعتين المرئية والمسموعة، فهما محاطتان بحراسة مشددة اقتضتها الدواعي الامنية لانهما من المواقع الحساسة، والمتعاونون يضيقون بهذا ويجدون حرجا فرجال الامن متغيرون فهم يجهلون الضيوف ويحتاجون الى التحقق من صدق اشتراكهم في برنامج من البرامج ويحتاجون الى التثبت من هوياتهم تثبتا يزيل عن انفسهم التبعة، وكل ذلك يمكن دفعه بامر سهل في نظري وهي ان تعمد الوزارة الى فصل غرف التسجيل التي تنتج فيها البرامج عن مكان الاذاعة والبث المباشر، وهي غرف لا خوف عليها وليست بحاجة الى حراسة مشددة، ولا يبقى سوى ما يذاع على نحو مباشر واهل هذا النوع قلة لن يجدوا مشقة في ذلك.
