تشهد المملكة كل يوم انجازا علميا وابتكارا تقنيا جديدا لرجالها ونسائها. وفي كل يوم تبرز سيدة سعودية هي رمز متألق للمرأة السعودية المعاصرة التي برزت على الساحة المحلية والاقليمية والعالمية بما وصلت اليه من نبوغ وتفوق ومن علم وانجازات وما ذلك الا بفضل النهضة التعليمية والثقافية التي فاقت كل الظنون وتخطت حواجز الزمن بما افرزته في وقت قياسي من تطورات حضارية وعلمية وتقنية وانه فضل من الله.
ولقد بدأ العالم المتقدم يدرك دور المرأة السعودية وتطورها وما اكتسبته من العلم والثقافة وما ساهمت به من دور رائد في التنمية الاجتماعية الاقتصادية خلال العقود الاربعة الاخيرة. وهو رد ايجابي على مزاعم الاعداء عن وضع المرأة السعودية وليس كالواقع قدرة على دحض تلك المزاعم ولكن هذا الامر يحتاج الى خطاب اعلامي وثقافي يخاطب الاخرين في الدول التي ينبغي توجيه الخطاب الى الرأي العام فيها بالاسلوب الذي يتفق مع اساليبهم الاعلامية مع تنوع في الطرح والمعالجة للموضوعات المطروحة في اكثر من مدخل واكثر من مجرد اعلان ومقالة ومن الجدير ان اذكر بدور الندوات الفضائية واللقاءات والمشاركة في المؤتمرات والمعارض في تلك البلدان وعدم التردد في ارسال وفود نسائية الى تلك البلدان لاقامة الندوات والمحاضرات والمشاركة في المؤتمرات العالمية. ومن الجدير ان اشيرالى مشاركة الوفد النسائي السعودي في مؤتمر (دافوس) الذي عقد منذ شهور وشاركت فيه مجموعة عالية التأهيل والثقافة منهن الدكتورة نورة اليوسف رئيسة قسم الاقتصاد بجامعة الملك سعود والدكتورة ثريا العريض من ارامكو السعودية والدكتورة هيفاء جمل الليل من جامعة الملك عبدالعزيز والدكتورة سلوى الهزاع. وكيف كانت مشاركتهن ورقي خطابهن في اعطاء الاعلام الغربي برهانا على تقدم المرأة السعودية الذي يجهلونه.
وفي هذا اللقاء اقدم للرأي العام في المملكة ولمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ولجامعة الملك فهد ولمراكز البحث العلمي ولوزارة الاعلام وللاقسام العلمية في الجامعات والكليات سيدة فاضلة قامت بتطوير جهاز علمي هو ثالث جهاز في العالم. هي الدكتورة ثريا عبدالقادر درويش باعراقي التي حصلت على البكالوريوس في الفيزياء من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة سنة 1402هـ / 1982م ودرجة الماجستير في الفيزياء الموجيات الدقيقة (ميكروويف). من نفس الجامعة سنة 1405هـ 1985م ودرجة الدكتوراة في الهندسة الالكترونية في مجال الميكروويف.
ولقد ذللت الصعوبات وازيلت العقبات خاصة في كلية العلوم حيث بنيت المختبرات الحديثة بالدعم المادي من الجامعة ومجهود الطالبات وخبرة المشرف البريطاني واصبحت هذه المختبرات تضاهي المختبرات العلمية في بريطانيا بل تفوقها في بعض الجوانب.
وتحدثت عن الجهاز الذي طورته ليصير اكبر كفاءة في قياس العوازل الكهربائية. تقول الباحثة في بحثها باللغة الانجليزية الذي ترجمت خلاصته الى اللغة العربية.
(لقد اثبتت الابحاث والتجارب العلمية ان مواد السيراميك هي من اهم المواد العازلة للحرارة وللكهرباء مع امكانية استخدامها داخل البيوت).
وعن اهمية الجهاز الذي طورته في قياس العازل الكهربائي توضح الباحثة الدكتورة باعراقي ان قياس العازل الكهربائي لكل مادة على حدة عند درجة حرارة متدرجة لمعرفة درجة الحرارة التي يكون عندها العازل الكهربائي ثابتا والتي يكون عندها متغيرا يساعد في عملية التصنيع بشكل مباشر.
ان قياس العازل الكهربائي عند درجات الحرارة العادية متوافر وسهل جدا ولكن الصعوبة تأتي عند القياس عند درجات حرارة عالية وفي مدى ترددات الميكروويف. وللعمل في هذا المجال كان لابد من بناء جهاز للقيام بهذه المهمة وتأتي صعوبة بناء هذا الجهاز في انه لا يوجد جهاز معين يستطيع قياس العازل الكهربائي عند درجات الحرارة العالية في مدى ترددات الميكروويف وعلى من يريد ان يعمل في هذا المجال تركيب الجهاز من مكونات عديدة مختلفة. وكان اصعب جزء بعد تجميع هذه المكونات هو ربط هذه المكونات ببعضها بواسطة عمل برنامج للحاسب الالي بحيث يجعلها تعمل اتوماتيكيا كأنها وحدة واحدة.
وقد استطاعت الباحثة ان تستخدم هذه الجهاز في مختبر كلية العلوم بجامعة الملك عبدالعزيز.
لقد استفسرت من الباحثة لماذا لم تتصل بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض لعرض الجهاز على المسئولين عن براءة الاختراع فكانت تجيب بانها منهمكة في اعمال التدريس والمختبر وليس لديها معلومات كافية عن الاجراءات.
واجد من المناسب ان اقترح على المسئولين في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الاتصال بالباحثة واتخاذ الاجراءات نحو تقييم بحثها وجهازها لمنحه البراءة اذا كان جديرا بها. كما انه من الاهمية بمكان ان تبعث مدينة الملك عبدالعزيز بدليل البراءات وشروطها واجراءات البحوث العلمية لجميع المؤسسات الجامعية. واحسب ان الكثير من الناس لا يعلمون عن ذلك شيئا.
كما ان شركة ارامكو السعودية مدعوة للاتصال بالباحثة والاستفادة من خبرتها العلمية ومثلها معهد البحوث بجامعة الملك فهد وغير ذلك من المؤسسات. فالانجاز العلمي المتطور يحتاج الى حفز وتشجيع وتقدير.
