DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
eid moubarak
eid moubarak
eid moubarak

التركيز على الإنسان

التركيز على الإنسان

التركيز على الإنسان
التركيز على الإنسان
أخبار متعلقة
 
من طبيعة الأحداث التاريخية انها تتقادم عبر الأزمنة وبعضها تتلاشى من الذاكرة. وهناك أحداث تاريخية ذات طابع أزلي واحسب ان اليوم الوطني للمملكة ما هو إلا واحد من تلك الأحداث الأزلية التي تركت تحولات هائلة في مسار التاريخ. بل انني استطيع اضافة ميزة أخرى الى هذه الذكرى وهي توهجها المتواصل رغم دورة الزمن وتعاقب الأحداث فاذا عدنا بالذاكرة الى الوراء واسترجعنا صورة الجزيرة العربية هذه المساحات المتفاوتة والشتات المتباين والجهل المطبق تسير الحياة فيها على نحو المجهول ويغلب على حياة الناس قانون الغاب الغلبة للقوي والنصرة للخرافات والبدع خلافا لقسوة العيش ومعاناة الحياة وكبد التواصل هكذا هي الجزيرة العربية أوهام وخرافات وقتل وتناحر بسبب أو دون سبب حتى قيض الله الإمام الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل الذي حمل راية التوحيد ومن خلفه رجاله الأوفياء المخلصون فجمع شتات الجزيرة ووحد أطرافها تحت راية التوحيد وعقيدة الإسلام. لم يكن الملك عبدالعزيز غازيا أو فاتحا انما موحد من عقيدته الصافية وصدق نواياه استمد عزمه وثباته فحقق على أرض الجزيرة العربية معجزة تاريخية ومعركة تنموية أمام وجه التحديات فدخل الملك عبدالعزيز أوسع أبواب التاريخ كقائد ملهم وملك قوي ليس له من أسباب القوة سوى الإيمان بالله فلا عتاد ولا دخائر حرب بكلمة التوحيد الخالدة دحر الملك عبدالعزيز كل صنوف الشر ومكائد الحاقدين وانتصر لصوت العدل والحق. فمضى المليك الموحد يطوي الصحاري ويجوب السهول ويرتقي القمم. ليرفع راية الإسلام الخالدة ويعلن مولد أمة جديدة ثوابتها تحكيم شرع الله وبناء حضارة عصرية عمادها الإنسان. فكان للموحد ما أراد حيث جاء إعلان اسم المملكة العربية السعودية بمثابة اعلان عن بزوغ حضارة إنسانية وتنموية جديدة. مهدت في خطواتها الأولى التركيز على الإنسان بانتشاله من براثن الجهل والظلام. وتقويم نشأته دينا وعلما. ليكون عنصرا فعالا في مراحل البناء التنموي. لتتواصل فيما بعد اولويات الأمن والعدل لتحفظ للناس حقوقهم وكرامتهم. ثم تلاحقت عوامل التطور فكان المنهج السليم الذي اختطه الموحد في نشأة الدولة سرعان ما فعل أهدافه وأبعاده أبناء الموحد من بعده حيث حرص الملك سعود ـ رحمه الله ـ على البدء الفعلي لمسيرة العلم والتعليم والتعجيل بإنشاء أغلبية الوزارة مما يعني بدء انطلاق عجلة التنمية على أسس علمية وخطوات تحضرية تتماشى ونشأة الدولة العصرية الفتية حيث شهدت الدولة في عهده ـ رحمه الله ـ نشأة الكثير من الأجهزة التي عملت في اختصاصاته نحو بلورة أهداف العمل التنموي لقيادة الدولة الى آفاق أرحب في مسرح العمل والبناء والتأسيس. وجاء دور الملك فيصل ـ رحمه الله ـ ليكون مكملا للقاعدة التأسيسية لبناء الدولة ففعل الحضور الدولي للمملكة بالخارج ودعا الى التضامن الإسلامي ودعا ثمار التنمية في مختلف الحقول ثم توالى العمل المعطاء من أبنائه المملوك على خطا أبيهم الموحدة فحمل عهد الملك خالد ـ رحمه الله الخير للبلاد وعاشت المملكة فترة ذهبية من الرخاء والرفاهية رافقت كل توجه وارتفع مستوى المعيشة لدى الفرد وتحقق للمواطنين الكثير من فرص الاستفادة من عطاءات الدولة في كافة المجالات. ثم جاء عهد الفهد الباني ـ حفظه الله ـ والذي اتسم عهده بالكثير من المنجزات والتحديات الدولية البالغة والتي اثبتت الأيام براعة الملك وقيادته الفذة لبلاده نحو السلام والعلياء فتحقق للمملكة حضور عالمي مميز وارتسمت الأهمية لشخصية المواطن السعودي من خلال تفاعله مع معطيات التطور والحضارة كما شهد البيتان أكبر توسعة في التاريخ وبلغت البلاد مكانة مرموقة بين دول العالم لها مكانتها وثقلها السياسي والاقتصادي. وما كانت المملكة ستبلغ هذه الريادة لولا النهج التأسيسي السليم للموحد وسير أبنائه الملوك من بعده على الخطا فتحققت للبلاد قفزات تنموية وسياسية واقتصادية لا تقاس بعمر الزمن. ولم يكن ذلك إلا بصدق الرجال الأوفياء الذين عاهدوا ربهم على الصدق والوفاء. فجاءت قيادتهم لأمتهم وشعوبهم من أجل رفع راية التوحيد وجعل بناء المملكة عاليا شامخا ينافس أقدم الحضارات فمع هذه الذكرى الغالية والعزيزة ندعو الله ان يتغمد الموحد بواسع رحمته وأبناءه الملوك من بعده الملك سعود والملك فيصل والملك خالد ـ رحمهم الله ـ على ثمار ما غرسوه وان يحفظ للبلاد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وان يقي بلادنا كل مكروه وان تبقى عالية الهامة خفاقة الراية. والله ولي التوفيق * أمير منطقة الباحة