DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
eid moubarak
eid moubarak
eid moubarak

أحداث سبتمبر لم تغب بعد عن أذهان الأمريكيين

أحداث سبتمبر لم تغب بعد عن أذهان الأمريكيين

أحداث سبتمبر لم تغب بعد عن أذهان الأمريكيين
أحداث سبتمبر لم تغب بعد عن أذهان الأمريكيين
أخبار متعلقة
 
من المؤكد أنه لم يدر بخلد أي من الأمريكيين عندما خلدوا للنوم ليلة العاشر من سبتمبر الماضي أن تلك الليلة ستكون بداية لرؤية مختلفة لأمريكا التي نعمت برخاء اقتصادي ملحوظ في عقد التسعينيات ولم تشهد هجوما كبيرا علي أراضيها منذ ستة عقود حين أغار اليابانيون على بيرل هاربور غير أن تلك الليلة لم تكن مثلما أعقبها من ليال . فبعد ساعات عندما استيقظ الأمريكيون من نومهم صباح 11 سبتمبر أدركوا أن عليهم أن يواجهوا مشهدا لا سابقة له في تاريخ البشرية دفعهم جميعا إلى الاعتقاد بأنهم لم يستيقظوا بعد وأن ما يشاهدونه هو جزء من كابوس وليس حقيقة واقعة يتابعونها على شاشات التلفزيون . والحقيقة الأشد مرارة في تفاصيل هذا الكابوس كما يراها مواطنو القوة العظمى الوحيدة على كوكب الأرض حاليا أن تنفيذه تم باستخدام طائرات أمريكية وأن من شاركوا فيه تدربوا على أرض أمريكية وأن عناصر القصور فيه أمريكية مائة في المائة بدءا من أمن المطارات والطائرات إلى قوانين الإقامة في الولايات المتحدة . وبعد ثلاثة أشهر يظل التساؤل المشروع هو ماذا تبقى من الهجوم محكم التنفيذ على البنتاجون الذي يشار إليه على أنه مقر قيادة أقوى جيش في العالم أو برجي مركز التجارة العالمي - أو ما كان يوصف بأعلى مبنى في العالم - والذي يدار فيه اقتصاد أكبر دولة في العالم أو ربما اقتصاد العالم ذاته . الإجابة السريعة على التساؤل السابق هي أن أحداث 11 سبتمبر حولت ما بعده من أيام إلى 11 من سبتمبر جديد يتذكره الأمريكيون وغيرهم من الملايين في أنحاء العالم ربما في كل لحظة فلهذا التاريخ آثار خارجية وداخلية يتعين إلقاء الضوء عليها لمعرفة الفارق بين ما قبل وما بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001 داخل الولايات المتحدة أصبح هاجس الأمن هو المسيطر على ذهن الأمريكيين بدءا من الكونجرس والجالس على مقعد الرئاسة في البيت الأبيض إلى جميع طبقات الشعب سواء كان ذلك رجل الأمن الذي يتعامل مع كل أجنبي - وتحديدا من العرب أو المسلمين- على أنه إرهابي محتمل أو رجل البريد الذي يخشى من وجود مادة قاتلة في البريد أصبحت على لسان الجميع هي الأنثراكس. وربما يظن من يزور الولايات المتحدة اليوم أو غدا أن الحياة تمضي في مسارها الطبيعي وأن الأمريكيين يحتفلون بأعيادهم المعتادة سواء كانت أعياد الميلاد أو رأس السنة الجديدة كما يفعلون كل عام وأنهم يستمتعون بالعطلة الأسبوعية ويتوجهون إلى المراكز التجارية التي تشتهر بها بلادهم. قد يكون ذلك هو ما نشاهده على السطح غير أن واقع الأمر هو أن شيئا أساسيا قد انكسر في داخل المواطن الأمريكي الذي اعتاد على حرية التنقل ولم يكن يسيطر على ذهنه حتى وقت قريب سوى الحياة اليومية والعمل ومشاهدة مباريات السلة وكرة القدم الأمريكية ولم يكن الكثيرون من سكان هذا البلد الذي يقترب تعدادهم من ثلاثمائة مليون يعرف إذا كان أفغانستان اسم بلد قديم من قدم الزمن أو ربما اسم نوع من الطعام أو الروائح أو دين جديد . خلاصة الأمر أن المواطن الأمريكي تغير ودخلت قواميسه أسماء جديدة مثل طالبان وأسامه بن لادن والملا محمد عمر وقندهار ومزار الشريف وأصبح يعلم أن هناك بلدا اسمه أفغانستان يقترب أغلب سكانه من الموت جوعا . وبات على المواطن الأمريكي أن يغسل يديه بعد فتح أظرف البريد وأن يراقب من يجلس بجواره في الحافلة التي تقله للعمل وأن يبلغ عن أي شيء يشتبه فيه وبعد وفاة خمسة أمريكيين وإصابة عدد أخر بسبب الجمرة الخبيثة التي لم تتمكن حكومة أكبر دولة في العالم من فك لغزها حتى الآن مازالت المخاوف تسيطر على كل مواطن أمريكي من أنه قد يكون الضحية القادمة للميكروب القاتل . ولا يقتصر الأمر على التغيرات النفسية في المجتمع الأمريكي فقد تعرض الاقتصاد الوطني لكارثة حقيقية بين عشية وضحاها دفعت معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 75 في المائة في نوفمبر الماضي وأسفرت عن خسارة ثمانمائة شخص لوظائفهم في الشهرين الماضيين في سابقة تعد الأولى من نوعها منذ عقدين . وطبقا للتقديرات الحالية فقد تراجع العائد من أنشطة البيع والشراء في فترة أعياد الميلاد إلى أضعف معدل له منذ عقد كامل والمحصلة النهائية هي أن أنشطة السياحة وحركة السفر بالطيران وقطاعات عديدة من الاقتصاد الأمريكي تتعرض لإحدى أسوأ التجارب منذ سنوات طويلة . وقد حاول بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي التعامل مع تلك الآثار حيث عمل على خفض معدل الفائدة إلى أقل معدل له منذ قرابة ستة عقود غير أن تلك المحاولة لم تمنع الإعلان رسميا عن دخول الاقتصاد الأمريكي مرحلة الكساد التي لم يمنعها النصر العسكري في أفغانستان .