DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

من أجل المعطف الأبيض ضحت بالزواج.. واليوم تبحث حتى عن نصف رجل

من أجل المعطف الأبيض ضحت بالزواج.. واليوم تبحث حتى عن نصف رجل

من أجل المعطف الأبيض ضحت بالزواج.. واليوم تبحث حتى عن نصف رجل
من أجل المعطف الأبيض ضحت بالزواج.. واليوم تبحث حتى عن نصف رجل
كتب، مقالات، دراسات، محاضرات، دروس، أعمدة في زوايا صحفية، أحاديث في مجالس، وغيرها الكثير التي تناولت معضلة أساسية في مجتمعنا، وهي (العنوسة)، التي يعاني منها مجتمعنا المحلي. الكثير تحدث عن مآسيها وأسبابها، والبعض طرح لها الحلول بشتى الطرق، غير أنها ما زالت مستمرة، وأعتقد أنها ستستمر مستقبلاً، بل وستزداد يوما اثر يوم، ولا يوجد هناك ما يحد من انتشارها وتزايدها. في هذا الاستطلاع لن نتحدث عن أسبابها، ولا عن حلولها، بل سنغوص في كيان تلك الإنسانة، التي وقعت فريسة في شباك ما يسمى العنوسة، ونتعايش مع ما يختلجه صدرها من أحاسيس ومشاعر ومعاناة، ربما هي تخجل من ان تبوح بها لشخص آخر، ولكنه واقع ملموس في كيانها. عوانس من مختلف المهن والمراكز والأعمار، تحدثن معنا بصراحة، مشترطات عدم ذكر أسمائهن، أو معلومات يستدل بها عليهن. كما رصدنا آراء بعض المهتمين بهذا الموضوع، من مشايخ وأخصائيين اجتماعيين، فكان هذا الاستطلاع : من أجل المعطف الأبيض تروي إحدى العوانس قصتها بألم وحسرة، تقول: كنت في الخامسة عشرة من عمري، وكان الخطاب يتقدمون ليّ من كل حدب وصوب، وكنت أرفضهم جميعاً، بحجة أنني أريد أن أصبح طبيبة، ثم دخلت الجامعة، وكنت أرفض الزواج، بحجة أنني أريد ارتداء معطف أبيض على جسمي، حتى وصلت إلى سن الثلاثين، وأصبح الذين يتقدمون ليّ متزوجين، فكنت أرفضهم أيضاً، وأقول: بعد هذا التعب والسهر أتزوج متزوجاً؟ كيف يكون ذلك؟ عندي المال والنسب والشهادة العليا وأتزوج متزوجاً؟ غير أنني اليوم وبعد ان تجاوزت الخامسة والأربعين صرت أقول: (أعطوني ولو نصف زوج!!). الشهادات مقابل الزوج قصة أخرى يرويها أحد المشايخ الفضلاء، يقول: طبيبة تصرخ وتقول: خذوا شهاداتي وأعطوني زوجاً، تقول: السابعة من صباح كل يوم، وقت يستفزني، يستمطر دموعي.. لماذا أركب خلف السائق متوجهة إلى عيادتي، بل إلى مدفني، بل زنزانتي؟!.. ثم تقول: أجد النساء بأطفالهن ينتظرنني، وينظرن إلى معطفي الأبيض، وكأنه بردة حرير فارسية، وهو في نظري لباس حداد علي.. تواصل قولها: أدخل عيادتي، أتقلد سماعتي، وكأنها حبل مشنقة يلتف حول عنقي.. العقد الثالث يستعد الآن لإكمال التفافه حول عنقي، والتشاؤم من المستقبل ينتابني.. ثم تصرخ وتقول: خذوا شهاداتي ومعاطفي، وكل مراجعي وجالب السعادة الزائفة (تعني المال)، وامنحوني فرصة سماع كلمة (ماما). ثم تردد هذه الأبيات: ==1== لقد كنت أرجو أن يقال طبيبة==0== ==0==فقد قيل فما نالني من مقالها فقل للتي كانت ترى في قدوة==0== ==0==هي اليوم بين الناس يرثى لحالها وكل منالها بعض طفل تضمه==0== ==0==فهل ممكن أن تشتريه بمالها ==2== الأم تتسبب في عنوسة البنت فتاة من أسرة طيبة معروفة بأخلاقها، ووالدها كذلك تقدم لخطبتها شاب مستقيم صالح، ولكن الأمور في هذه الأسرة ليست بيد الوالد، ولا بيد الفتاة، ولا بيد أحد من أخوتها، بل الأمر للوالدة، التي تمدنت وتحضرت، وتأثرت كثيراً بالقيم الغربية، عقد العقد الشرعي، بعد جهود جبارة لمعرفته بأصالة البنت، وبعدها بدأ بتأثيث الشقة، وكلفته كثيراً، لتدخل الأم في اختيار كل صغيرة وكبيرة، وذلك كان يغضبه، ولكنه كان يتغاضى ويصبر كثيراً، من أجل هذه الفتاة. وبعد التأثيث اتفقوا على موعد الزفاف، وحينها كانت الطامة، لأنه حصل خلاف كبير بين الزوج وبين والدة الفتاة، في اختيار القصر الذي ستقام فيه الوليمة، وطبع بطاقات الدعوة والمغنية، فرفض المغنية رفضاً تاماً، لعلمه بحرمتها، وتوقف عن الأمور الأخرى، لأن إمكانياته محدودة، فهو موظف، وقد بذل كل ماله في الملكة وتأثيث الشقة، وظروفه لا تسمح له إلا باختيار قصر بسيط وحفل متوسط، فمن أين يأتي بمبلغ 200 ألف ريال، لكي ترضى والدة الفتاة، وأصرت هي على كلامها ورأيها، وأمام ضعف شخصية الأب مقابل إصرار الأم، وافق على طلبها، وذهلت الفتاة أمام هذه التصرفات ذهولاً شديداً، وحاول الزوج معهم محاولات أخرى، مع توسط بعض أهل الخير، ولكن كل محاولاته باءت بالفشل. وبعد تلك المحاولات لم يكن أمام الزوج من حل سوى الانفصال عن تلك الفتاة، ثم تقدم إلى أسرة أخرى، فسألوا عنه، فوجدوه إنساناً صالحاً، فسرعان ما وافقوا عليه، وتزوج ورزقه الله الذرية الصالحة. فيما بقيت الفتاة الأولى في بيت أبيها عانساً، ووصل سنها إلى الرابعة والثلاثين، ولم يتقدم لها خطاب، لكبر سنها أولاً، ولطلاقها ثانياً. بنت تقاضي والدها شابة طيبة، والدها جاهل لا يخاف الله تعالى، تعلمت الفتاة حتى وصلت إلى المرحلة الابتدائية، ثم توقفت عن التعليم، تجاوز عمرها الخامسة والعشرين، والخطاب ينهالون عليها من كل حدب وصوب، والأب يرفضهم كلهم، بحجة أنه يريد شخصاً من عشيرته، تقدم عمر الفتاة، فوصلت إلى الثامنة والعشرين، وتقدم إليها شاب مستقيم من عشيرته، لكنه فقير معدم، فرفضه الأب رفضاً شديداً، وبدون إبداء أي سبب، عندها استشارت البنت أختها التي تكبرها، فقالت الأخت الكبرى بعد المشاورة والنصح من أهل الاستشارة، بشكوى والدها في المحكمة الشرعية. فأمرهم القاضي بالحضور جميعاً، فحضروا، وفي جلسة المحكمة سأل القاضي الوالد عن سبب الرفض، فأجاب بإجابات تافهة، تنم عن جهله، وسوء خلقه، وسجلت عليه في المحضر جميع الأقوال التي قالها لابنته، فحبست البنت في المحكمة بإذن القاضي، عندها وافق الأب على زواج ابنته رغما عن أنفه، لأنه خاف من فضيحة السجن، فزوجها من الرجل الفقير الذي رفضه في المرة الأخيرة، ولكن بإجبار من القاضي، بعد أن كادت هذه الفتاة تدخل في دائرة العنوسة. الرفض ينتهي بفضيحة هذه المرأة شابة طيبة، رفض والدها زواجها، رغم كثرة المتقدمين لها من حضر وبدو، وأصر على ذلك، لأنه يريد إنساناً من بيئة معينة، ومواصفات خاصة، فاضطرت هذه الفتاة إلى أن تواجه والدها مواجهة شديدة، صريحة وعنيفة، ودارت بينها وبينه معارك كلامية شديدة، بسبب ذلك، ولكن بدون فائدة، ثم اتجهت إلى والدتها، وصارحتها مصارحة تامة، ولم تستفد من مصارحتها لها، لأنها ليس بيدها حيلة. بعد ذلك أوكلت الأمر إلى الله تعالى، ولكن الشيطان أغواها بحب ابن الجيران، الذي كان يميل إليها، ولكن الوالد رفضه ضمن جملة من رفضهم. أغواها الشيطان غواية ماكرة خبيثة. فأوقعها في المحظور، فلم تسلم منه بعد نفاد صبرها، وعلم والدها بالقضية بعد فترة، كما علم الجيران، وانتشر الخبر بين أهلها وأقاربها، وصارت الفضيحة تلازمه في كل مكان، فباع مسكنه الذي كان يسكنه، وانتقل إلى مدينة أخرى بعيدة عن مدينته تماماً، وأول ما فعله بعد انتقاله أنه زوج ابنته، التي كان يرفض زواجها. رفض من أجل المال.. فانحرفت قصة أخرى روتها إحدى الأخوات، تقول: أعرف فتاة ممن فاتهن قطار الزواج، وأصبحت في عداد العوانس، التقيت بها في إحدى المرات، وذكرت لي قصتها، تقولها ودموعها تنهمر، وقلبها يتفطر ألماً وحسرة: أعاني أشد المعاناة، وأعيش أقسى أيام حياتي، ذبحني والدي بدون سكين، حين حرمني من الأمان والاستقرار والزواج والبيت الهادئ، بسبب ريالات يتقاضاها من مرتبي آخر الشهر، يقتطعها من جهدي وتعبي وكدي. تضيف راوية القاصة: أخذ الشيطان بيدها إلى الرذيلة، وساقها إلى الشر، فأخذت تعاكس، وتتكلم مع الشباب والرجال في الهاتف، حتى أصبحت سمعتها في الحضيض، بسبب رفض أبيها زواجها. تدعو على والدها قبل الوفاة ويروي أحد المشايخ الفضلاء قصة أخرى، يقول: هناك امرأة وصل سنها إلى الأربعين ولم تتزوج بعد، وكلما أتاها خاطب رفض والدها تزويجها، فأصابها بسبب ذلك من الهم والغم والحزن ما كان الله به عليما، وأصبحت لا ترى إلا بوجه حزين، وأصابها جراء ذلك مرض نقلت على إثره إلى المستشفى، فأتاها والدها لكي يزورها ويطمئن على صحتها، فقالت له: اقترب مني يا أبي، فاقترب منها، فقالت له اقترب، فاقترب منها أكثر، فقالت له: قل آمين، فقال: آمين، فقالت له: قل آمين، فقال: آمين، فقالت له قل آمين، فقال: آمين، فقالت: حرمك الله الجنة، كما حرمتني من الزواج، ثم توفيت بعد ذلك رحمها الله. الدراسة أو تربية الإخوة وذكرت لي إحدى الأخوات الفاضلات قصة أخرى وقعت في أحد البيوت، تقول: كان يوجد فيه 4 أخوات، أصغرهن عمراً في التاسعة والعشرين، وأكبرهن في السابعة والثلاثين، ولم تتزوج واحدة منهن حتى الآن، بسبب الدراسة. وتضيف: وأيضاً أعرف امرأة بلغ عمرها 35 عاماً ولم تتزوج حتى الآن، فقد كانت ترفض كل من يتقدم لخطبتها، بسبب حرصها على تربية إخوتها الصغار الأيتام. أخت أخرى تعرف 3 فتيات، كلما تقدم إلى أبيهن خاطب، رده خوفاً على أمواله وممتلكاته، حتى دخلن في دائر العنوسة، فأخذن يكرهن والدهن كرهاً شديداً، حتى أنه عندما توفي أخذن يشتمنه ويلعنه، نعوذ بالله من ذلك. لم تحلل أباها وهو يحتضر فتاة أخرى رفضت ان تسامح والدها وهو يحتضر، لأنه منعها حقها الشرعي في الزواج والاستقرار والإنجاب وإحصان الفرج بحجج واهية، هذا طويل.. وهذا قصير.. وهذا ليس من مستوانا، وغير ذلك من اعتراضات حتى كبرت البنت، وتعداها الزواج، فلما حضرت أباها الوفاة طلب منها أن تحلله فقالت: لا أحلك، لما سببته لي من حسرة وندامة وحرمتني حقي في الحياة.. ماذا أعمل بالشهادات؟ هل أعلقها على جدران منزل لا يركض فيه طفل؟ ماذا أفعل بشهادة ومنصب هل أنام معهما في السرير؟ أنا لم أرضع طفلاً؟ لم أضمه إلى صدري، لم أشك همي إلى رجل أحبه وأوده ويحبني ويودني، حبه ليس كحبك؟ مودته ليست كمودتك؟ فاذهب عني واللقاء يوم القيامة بين يدي عادل لا يظلم، حاكم لا يهضم حق أحد، ولكن عليك غضبي، لن أترحم عليك، ولن أرضى عنك، حتى موعد اللقاء بين يدي الحاكم العليم. بين هم العنوسة والزواج فتاة أخرى أرسلت قصتها إلى أحد المشايخ الفضلاء، تقول في الرسالة: سمعت محاضرتك (رسالة من الفقراء)، وهذه الرسالة كتبتها إليك الأخت الغيورة، بل المقهورة من ظلم واستبداد والدها، فحركت المحاضرة شجوني التي ما سكنت، وجراحي التي أبداً ما التأمت، وحزني المضني القاتل، فأمسكت قلمي، ومداده دم قلب ممزق، ودمع عين باكية، وكأنما بصيص من الأمل يتراءى لي من بعيد، وإلا فوالله ثم والله ثم والله الذي لا إله إلا هو أنني قد يئست من كل شيء، إلا من رحمة الله تعالى، فهي الشيء الوحيد الذي يعزيني، فأنا واثقة موقنة برحمة الله. وتضيف الفتاة في رسالتها إلى الشيخ: لقد عشت وما زلت أعيش مأساة، وأسأل الله الواحد الأحد الفرد الصمد، أن يرفع عني عذابه، إن كان هذا عذاباً أوقعه الله علي، ويربط على قلبي إن كان امتحاناً وبلاء، ويرحم ذلي وفقري إنه سميع مجيب.. إليك مأساتي وأيامي المظلمة السوداء.. إليك الظلم والقهر الذي أعيشه.. إليك معاناتي أنا وأخواتي في الله، وإن كان لكل منا مأساة، لكنها في النهاية تصب في قالب واحد، وهي أننا بلا أزواج، بلا أطفال، بلا حياة، أحياء بلا قلوب، هياكل قتلها الألم والحزن، وسأطيل عليك، ووقتك ثمين، لكن تحمل، فقد تحملت أعباء أعظم من هذه الرسالة الثقيلة الظل. تروي قصتها بقولها: أعمل معلمة، وفي آخر كل شهر يفتح والدي يده، ويقول (ادفعي جزية بنوتك وإسلامك، فأنت ومالك لأبيك). بل الوالد كان يعلم منذ أن كنت طالبة أن محصولي سوف يصب عنده، وكلما طرق بابي طارق قال: ليس بعد، وأقنعه كثير من أهل الخير، ولكن لم يقتنع، فيذهب هذا الخاطب في حال سبيله، بعدما يقول له الوالد (هي لا تريدك.. هي لا تقبلك)، هذا جواب الوالد. أما من كان أطول نفساً من هذا الخاطب، ويستطيع الصبر والمعاودة فسوف ندخل في باب المديح الحار، فيقول له والدي (البنت حادة الطبع، وغير جميلة)، وباعتباري شابة أريد الزوج والأسرة والمنزل الهادئ السعيد، وهكذا خلقنا الله، وأريد طفلاً يمنحني الأمومة، يطغى على كل مشاعري، فأوسط الأعمام والأجداد، ولكن الأعمام يخافون، ولا حول ولا قوة إلا بالله، والأجداد يرد عليهم برد يخرس ألسنتهم، يقول لهم أبي (هل أشتري لها زوجا؟) وهم لا يدرون أنه تقدم لي العشرات من الخطاب، ثم يقول أبي (لا يريدها أحد من الناس)، وهو يريد راتبي ومصروفي ودخلي. ثم تقول الشابة: لا أم، لا أخ، كلهم فروا من منزل أبي، لسوء معاملته، وعندي زوجات أب يتعاطفن معي، ومع شبابي الذي يضيع، ومالي الذي من الله يؤكل من قبل أبي، ثم ماذا؟ حدثت أبي، توسلت إليه، وأخيراً هددته إن لم يزوجني.. ثم ماذا كان رده؟! كنت أميل إلى الالتزام، وأصارع نفسي، وأجاهد الهوى الشيطان، ونصرني الله على كثير من المعاصي، فقد تركت الغناء انتصاراً، وداومت على السنن الرواتب والوتر، وانتصرت أكبر في مواطن يعلمها الله، وسوف يحفظها لي إن شاء الله، وأخيراً أحضر أحد عمومتي رجلاً من طرفه، فزوجني والدي وأنا مكرهة، لأن هذا الرجل لا يخاف الله. ولكن والدي لم يكف عن نفث سمومه حولي.. يقول: لا تعطي راتبك زوجك، واعطنيه.. بينما زوجي ـ هداه الله ـ فيه قصور في الدين وضعف، ما كان الله به عليم، وبدأت أحاول معه لعل الله يهديه، فكان يحدث بيننا ما يحدث من شجار، خاصة عند صلاة الجماعة.. ثم هو يسافر إلى الخارج، ويرتكب الكبائر، علماً ان من ورائه أهل أهلا ورفاقا سيئين، وقد ذهب الزوج إلى الوالد الرحوم العطوف يشكوني إليه، فوقع الفأس في الرأس، ثم قال له والدي (هذا طبعها، لسانها طويل، بذيء، هاتها عندي أربيها، أمها ما ربتها).. هذا وأنا أصبر على الزوج، وأدعو له بالهداية، وأتحمل الضرب والأسى منه، لأنه إذا أعادني إلى والدي، كان أدهى وأمر، ولكن أنا إذا تركت زوجي فماذا أفعل؟ لمن أذهب؟ أخيراً بعدما كان الزواج بالنسبة ليّ كالعسل المصفى أصبح مثل الزقوم، أصبح كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم، صار يكرهني، ويرتكب المعاصي ليغضبني، ويحاول أن يضيع ما عندي من دين كي أفر وأهرب، فإذا قلت له (اتق الله في)، قال (إذا مو عاجبك اطلبي الطلاق).. وطلبت الطلاق، فقال: ردي ليّ مهري، ولا مهر له عندي، لقد أذهب شبابي وصبوتي، وبيتي، وخلقي، وحيائي، وسهرني وأزعجني، فجمعت من هنا، واستدنت من هناك، ورددت إليه مهره، لا حرمه الله جمرة في جهنم. فأي مهر له، وأي حق له بعد هذه الأيام الطويلة من الأسى واللوعة؟ وتضيف: حملت ثيابي وهربت إلى منزل والدي، الذي شن علي حرباً هوجاء ضروسا لا هوادة فيها، وسفهني وهددني بالقتل، وبالعار وبالشنار، فقلت: حسبي الله ونعم الوكيل. مشاهدات في التعداد السكاني يروي أحد الذين شاركوا في عملية التعداد السكاني مشاهداته خلال هذه المرحلة، يقول: أثناء عملية التعداد، ذهبنا إلى بيوت كثيرة، وجدنا في بعض هذه البيوت غرائب وأعاجيب. امرأة في الثلاثين، وأخرى في الأربعين، وثالثة في الستين، وكلهن من غير زواج. ويقول آخر: ذهبنا إلى بيت فوجدت فيه 5 عوانس، أعمارهن تتراوح بين الثلاثين والخامسة والأربعين. عوانس يلعن الجميع يقول عقاري تجاوز السبعين، يعمل في تأجير البيوت: دخلنا بيوتا فيها نساء أبكار، في الستين والسبعين، يشتمن المجتمع والأقارب، ويلعن من كان السبب في بقائهن عوانس إلى هذه السن، فهن لا يجدن من يقدم لهن الطعام والشراب، لا يجدن من يقدم لهن الدواء، لا يستطعن قضاء حوائجهن بسهولة ويسر، الآباء غير موجودين، وإن وجدوا فهم كبار، وكذلك الأمهات، والأخوة مشغولون بأنفسهم، كل واحد بزوجته وأبنائه، والأخوات مشغولات بأزواجهن وبناتهن.
الفتيات يحلمن بالخروج من نفق العنوسة المظلم
أخبار متعلقة