DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

تكريم صناع الحضارة

تكريم صناع الحضارة

تكريم صناع الحضارة
أخبار متعلقة
 
عزيزي رئيس التحرير إن اي بناء حضاري لا تبنيه الا الكلمة البناءة الكلمة العلمية والفكرية والادبية فأي حضارة تقوم بلا علم ولا فكر ولا أدب! فالعلم ينيرها ويملكها أدوات البناء والفكر يوجهها وينبهها ويعالج اخطاءها والادب يهذبها ويسمو بها نحو الفضيلة والخير والسلام ولابد لتلك الركائز الثلاث من كلمة تترجمها وتعبر عنها ليتم عبرها التفاهم والتواصل بين الناس وتحقيق الانسجام والاتفاق فيما بينهم نحو بناء حضارتهم وكيفية ذلك البناء وماهيته والعلماء والمفكرون والادباء هم صناع الحضارة في أي أمة من أمم الارض وفي اي بقعة فيها لذا يتوجب علينا جميعا الاهتمام بهم وإعطاؤهم حق قدرهم واحترامهم والعناية بهم وتسخير كل ما لدينا من امكانات معنوية ومادية لخدمتهم وتسهيل مهماتهم ومن تلك الامكانات وسائل الاعلام التي يجب أن تمنحهم جل وقتها وتستنفد عليهم كل طاقاتها واهتمامها. فالمؤسف أنها لا توليهم ما يجب عليها من اهتمام وتقدير وعناية فإذا استضافت على سبيل المثال شخصية علمية أو فكرية او ادبية خصصت لها وقتا يسيرا من وقتها او مساحة قليلة من مساحتها الصحفية المستضافة في أمر مهم او قضية حيوية وخطيره إلا وقاطعتها بإنهاء اللقاء دون استخلاص الفائدة المرجوة التي يستفيدها المتلقي متحججة بحجج واهية لا تبرر خطأها الشنيع بحق أولئك الصناع الكبار بينما نجدها تولي صغار الناس جل اهتمامها كالرياضيين والفنانين وتخصص لهم الوقت الطويل وتفرد لهم الصفحات الكثيرة التي تغطي كل تفاصيل حياتهم دون أن تتحجج بضيق الوقت او المساحة الورقية وهذا انتكاس خطير في المفهوم وأي أمة تنتكس مفاهيمها اقرأ عليها الفاتحة وقل عليها السلام. الشعر والشاعر يفترض ان يهذب الشعر شخصية صاحبه من جميع الشوائب التي علقت بها جراء التربية والتنشئة الاجتماعية الخاطئة وتعديل طباعها والسمو بغرائزها بتحويلها الى عواطف نبيلة وجعلها شخصية متزنة ورزينة وراشدة وحكيمة كيف لا والشعر جوهر الحكمة مصداقا لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم:( إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحرا) لذا يحق لنا كمتلقين للشعر الجميل ان نستنكر على الشاعر أي تصرف لا يليق بشخصيته الفذة التي تمتاز بخصائص خاصة انطلاقا من مفهومنا عن وظيفة الشعر ومزايا الشاعر فهو معلم وداعية وفيلسوف وموسيقي ومهندس وطبيب وعالم نفس واجتماع فهذه الصفات التي لا تجتمع لسواه وتجعلنا ننظر اليه بإجلال وتقدير واحترام وتوفير ومتى ما لاحظنا أي سلوك يتناقض مع مفهومنا عن شخصيته نستنكره اكثر من استنكاره على غيره... ولكن هذا المفهوم انقلب كسائر المفاهيم التي انقلبت مثله في حياتنا الراهنة فلم يعد الشاعر متصفا بتلك الصفات ولم يعد شعره يتحلى بتلك المزايا وبذلك تساوى مع الآخرين واندمجت شخصيته بشخصياتهم فلم نعد نستغرب عليه أي فعل أو سلوك مستنكر.. عبداللطيف الوحيمد