اطلعنا على (الكاريكاتير) المرسوم بيد الفنان ماهر عاشور في العدد رقم 10655 الصادر بتاريخ 17/8/2002م الذي تناول فيه قضية (نقل المعلمات) وأحببت ان أعقب على هذا الموضوع من خلال جريدتنا الغراء وأقول للأستاذ ماهر لقد قسوت على وزارة المعارف. وهذا مخالف يا أخي الفاضل لما يذكره المسئولون في الوزارة من أن عملية النقل الصادرة أخيراً تمت فيها مراعاة العدل وأن جميع من راجع المسئولين في الوزارة متظلما تمت أفادته عن الأسباب التي حالت دون نقل ابنته أو أخته أو زوجته وأنهم خرجوا من أبواب الوزارة أو الرئاسة مطمئنين قانعين إلا ما ندر وهم من لم تقنعهم الحجج الدامغة. وزيادة على ذلك كانت لي زيارة إلى مكتب الدكتور خالد الدهيش وهو نائب وزير المعارف لشئون البنات وأثناء تواجدي داخل مكتبه رأيت أن جميع أجاباته على المراجعين حول موضوع عدم نقل هذه أو تلك كانت مبنية على الصراحة والوضوح وبالإثباتات وهذا ما أدخل في قلبي الاطمئنان حول عدالة عملية النقل الأخيرة. ولكن يؤخذ على الوزارة مأخذ أعتقد - من وجهة نظري الشخصية - أنه خطأ وقعت فيه الوزارة الا وهو نظام أو مشروع (لم الشمل) وهو مشروع ظالم للمعلمات وأولياء أمورهن فهل يعقل أن يجتهد من وضع هذا النظام بلم شمل المعلمات والمعلمين والباقي يترك للروتين والمفاضلات! والسؤال هنا هل باقي المعلمات ممن لم يتزوجن بمعلمين لسن من بنات هذا الوطن؟ أليست لهن حقوق وواجبات أليس لهن الحق مثلاً في الاستقرار تحت ظل عائلاتهن بين آبائهن وأمهاتهن لمن لم تتزوج وبين زوجها وأولادها للمتزوجة أليس من يعمل في باقي المهن من الأزواج لهم حق الاستقرار والراحة؟ أليسوا من أبناء هذا الوطن الذين يخدمون كلاً حسب تخصصه؟ فأعتقد مثلاً أن المتزوج من معلمة وهو طبيب وله أولاد أحق بأن نوفر له الراحة والاستقرار أم نضعه مع أبنائه في المدينة ترعاهم الخادمات والمربيات! وهل يتم نقل معلمة لم يمض على تعيينها أكثر من عدة اشهر لأن زوجها معلم ويرفض طلب معلمة تم تعيينها قبل أكثر من خمس سنوات لأن زوجها مثلاً أمين مكتبة.!!أليس الاستقرار مطلب الجميع أم فقط محصور على المعلمين والمعلمات! أليس مثل هذا القرار قد يؤثر سلباً على نفسيات باقي المعلمات غير المتزوجات أو المتزوجات بغير معلمين؟! أليس آباء وأمهات المعلمات المغتربات غير المتزوجات أو المتزوجات بغير معلمين لهم الحق في الاطمئنان على بناتهن العاملات في الهجر أو القرى البعيدة؟!! على أي أساس تم وضع هذا القرار أهو عن دراسة عملية أم مكتبية فلسفية!!؟ أعتقد أن المعلم سوف يصبح مطلبا لجميع المعلمات غير المتزوجات فلكم الله يا معلمون ولنا وزارة المعارف!!! كما يؤخذ على الوزارة أنها لم تحدد المدينة المنقولة إليها المعلمة كما هو المعمول به بالنسبة للمعلمين خاصة أن حركة النقل للمعلمين والمعلمات صادرة من وزارة واحدة فمثلاً الكثير من أخواتنا المعلمات نقلن إلى إدارة تعليم المنطقة الشرقية قادمات من حائل أو المجمعة وفي الأخير يتم تحويلهن إلى مندوبية الخفجي أو النعيرية أو القرية العليا إذا فما الفائدة من هذا النقل؟. وكأنك (يا بو زيد ما غزيت)!!! وأعتقد أن القليل من أخواتنا المعلمات يعترضن على ضوابط وشروط النقل ولكن أكثرهن متذمرات من لم الشمل فلي صديق زوجته مغتربة منذ أكثر من خمس سنوات في منطقة بيشة ولم تنقل فصب جام غضبه لا على ضوابط النقل ولكن على نظام (لم الشمل) حيث تم نقل من تم تعيينها بعد زوجته. وأسأل لماذا يتم احتساب الغياب بعذر كأحد ضوابط النقل فهناك الغياب الشرعي (فترة الأمومة) فهو غياب اضطراري فهل فقدنا الرحمة؟ وهل يعقل أن يتم نقل معلمة تدرس مادة الجغرافيا لفصول المرحلتين الابتدائية والمتوسطة إلى إدارة تعليم الدمام وتوجه إلى مندوبية القطيف لتدريس مادة اللغة العربية للمرحلة الابتدائية؟ فأين معلمات اللغة العربية المغتربات أم أن العملية فقط من الأقدم ومن ولي أمرها معلم فقط بعيداً عن التخصص والكفاءة العلمية والمؤهل للمعلمة؟!! وهل يعقل كما نسمع أن تعطى الأولوية في التوجيه لداخل المدن لمن هن منقولات نقلا داخلياً فمثلاً إذا كانت هناك إحدى المعلمات منقولة من بيشة إلى إدارة التعليم بالدمام يتم توجيهها إلى بقيق وهي المغتربة عن أهلها ولا تأتي إلى مدينتها إلا بعد أنتهاء كل فصل دراسي في الوقت الذي يتم توجيه معلمة منقولة من القرية العليا إلي الدمام؟!!
حسين بن رضي أبو السعود- القطيف
