حذر احد مديري وكالة الفضاء الاميركية (ناسا) من ان المهمة الامريكية المقبلة الى المريخ التي ستبدأ بعد شهر من الآن مع نزول اول رجل آلي (روبوت) على الكوكب الاحمر ستكون صعبة وقد تفشل في حال هبوب رياح عاتية او في حال هبوط الروبوتين المقرر ارسالهما في اطار المهمة في غير المكان المرتقب.
لكن مدير الناسا المكلف بالابحاث العلمية اد ويلر قال في مؤتمر صحافي مخصص للرحلة الى المريخ مارس اكسبيدشن روفر التي تقدر تكلفتها بـ 800 مليون دولار والرامية الى معرفة ما اذا كانت الشروط الضرورية للحياة توفرت على هذا الكوكب، انه لا يوجد اي شيء لم يستطع الرجال فعله لجعل هذه الربوتات افضل اداء.
وتابع ويلر ان المجازفة حقيقية وكذلك امكانية تحقيق اكتشاف. ووصف الروبوتين بعالمي جيولوجيا لكنهما مجهزان بست عجلات ويشبهان بحجمهما العربات الصغيرة المخصصة لملاعب الغولف.
وسيهبط الروبوت الاول سبيريت على سطح المريخ في الثالث من يناير المقبل والثاني اوبورتيونيتي في 24 الشهر نفسه.
ولخص بيتر تيسينغر الذي يدير المهمة في مختبر الدفع التابع للناسا في باسادينا (كاليفورنيا) الوضع بقوله لقد تم تجاوز عقبتين الى الان، بناء الروبوتين واطلاقهما وعلينا الان تجاوز العقبة الثالثة وهي وضعهما على سطح (الكوكب) بامان.
وقال من جهته ستيف سكويرز، من جامعة كورنيل، كبير علماء المهمة يبقى ان ذلك ليس سباق مسافات قصيرة بل سباق ماراثون، مشيرا الى فترة الاشهر الثلاثة التي سيقوم خلالها الروبوتان باستكشاف الكوكب.
وشبه ايضا مهمتي روفر بعالمي جيولوجيا قادرين على تصنيف انواع الصخور عن بعد بفضل ادواتهما قبل محاولة الوصول الى المرحلة الاهم للقيام باخذ العينات والتحاليل.
واذا جرى كل شيء على ما يرام فان الصور الاولى التي سينقلها سبيريت ستصل الى الارض غداة هبوط الروبوت على المريخ ويتوقع ان يبدأ تنقلاته على التربة الصخرية بعد ثمانية ايام من وصوله كما اوضح جوي كريسب المسؤول عن الروبوتات في الناسا.
لكنه سيبدأ بنشر الواحه الشمسية بعد ساعتين فقط من ثبوته على المريخ. واذا جاءت نتائج كل الاختبارات مقنعة فسينشر عندئذ كاميرته البانورامية لالتقاط الصور الاولى لبيئته بالالوان مع النوعية نفسها التي تتميز بها الصور الملتقطة بواسطة تكنولوجية ايماكس.
وسيجري تخفيف سرعة هبوط عربتي الاستكشاف بواسطة مظلة ثم عبر اشعال محركات قبل فتح وسادات هوائية لحمايتهما من الارتطام.
ويتوقع ان يثب الروبوتان نحو عشر مرات على السطح الجليدي للمريخ قبل ثبوتهما، سبيريت في فجوة غوسيف الواقعة عند الدرجة 15 جنوب الخط الاستوائي واوبورتيونيتي في ميريدياني بلانوم وهي منطقة تراكم لاوكسيد الحديد على درجتين من خط الاستواء جنوبا.
وسيتمكن الروبوتان اللذان ستتم تغذيتهما بالطاقة الشمسية، من التنقل مسافة اربعين مترا في اليوم المريخي، اي اكثر من المسافة التي قطعتها كل المهمة الاميركية باثفايندر.
وكان روبوت تلك المهمة الصغير سوجورنر البالغ وزنه 10 كلغ الاول الذي يطأ ارض المريخ في العام 1997.
والمهمة الاميركية الجديدة تعقب اول بعثة اوروبية بدأت في الثاني من يونيو مع المركبة الفضائية مارس اكسبرس ويتوقع ان تصل الى المريخ في 25 ديسمبر الجاري.
ومن اصل 30 مهمة حاولت مركبات فضائية القيام بها الى المريخ لم تنجح سوى 12 خلال الاربعين سنة الاخيرة.
وستجري هذه المهمة بعد حوالي سنة من حادث المكوك كولومبيا الذي انفجر في الاول من فبراير اثناء دخوله الغلاف الجوي مما ادى الى مقتل طاقمه المؤلف من سبعة رواد.