لعله الغضب ذلك المؤشر والمؤثر الذي يمنحك معرفة احوال النفوس وكذلك معرفتك لنفسك على حقيقتها.. فعند الغضب يحلو للشيطان ان يتربع على مخارج الالفاظ فيحيلها الى كلمات غير مسؤولة تساهم مساهمة وثيقة في شق عرى الصداقة فترى صرح الصداقة وقد تداعى كما يتداعى البنيان من اثر هزة ارضية.. انه داء يسكن في كل النفوس ولكنه لا يقهر منها سوى من اسلم نفسه الى هواها فاصبح العقل مغيبا عن دوره الامثل في المواقف الملتهبة, ومن هذا المنظور نستطيع ان نقيس مثالية الاصدقاء وان نستشف مدى حلمهم خصوصا ان الحلم لا يتأتى الا بعد جهد جهيد من التفكر والتدريب والثقة في النفس وحب الآخرين.. ولعمري تلك خصال لو اجتمعت في انسان لحري بالآخر ان يفتخر بتلك الصداقة المنضبطة ولا يفرط بصاحبها مدى العمر؟؟ قال الاحنف بن قيس لابنه: يا بني اذا اردت ان تؤاخي رجلا فاغضبه فان انصفك والا فاحذره وقال الشاعر:==1==
اذا كنت مختصا لنفسك صاحبا==0==
==0==فمن قبل ان تلقاه بالود اغضبه
فإن كان في حال القطيعة منصفا==0==
==0==والا فقد جربته فتجنبه==2==
هذا هو المؤشر الفعلي لمقياس الصداقة الحقيقية اما اصدقاء المصالح فلهم مقياسهم الخاص بهم فهم دائما كثيرون وعند السراء متكاتفون واذا وقع بك البلاء فهم منك يتنافرون فلا تعول عليهم كثيرا في نوائب الدهر فما اقلهم وقلة بركتهم.. لذا ايتها القلوب المحبة للصداقة عليكم بجوهرها الظاهر للعيان.. وتجنبوا باطنها المتستر بالكبر والطغيان ولكي تعرفوا اصالتها فما عليكم الا ان ترموها بحجر؟؟ نعم ارموا تلك الجوهرة المسماة (الصداقة) بحجر التجربة فان بقيت على ظاهرها فقد كسبتموها كسبا جديرا بالمفاخرة.. وان كشرت لكم بانياب الحقد والضغينة فاعلموا ان تلك الصداقة قرش مفترس لن يضيركم ان تركتموه يسبح في بحر لجي فقد كفاكم الله شره. مهنا صالح الدوسري
