DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر

سوسن الشاعر
سوسن الشاعر
أخبار متعلقة
 
معضلة العراق كانت بين أيدينا نحن العرب منذ نهاية الحرب العراقية الايرانية الى يوم سقوط النظام العراقي اي أكثر من خمسة عشر عاما لم نحرك فيها ساكنا، نرى تدهور الأوضاع فنعجز عن وقف ذلك التدهور، ثم نرى غزوه للكويت فنعجز عن وقفه، ثم نرى الحصار واللعب بمصير شعبه فلا نتدخل في شأنه! ثم سقوط نظامه واحتلاله والآن تدهور حالته الامنية واحتمال امتداد هذا التدهور الى دولنا ومع ذلك لانحدث فارقا، ووصل بنا الحال في التلكؤ في علاج مشاكلنا الى الدرجة التي حين نجتمع فيها من اجل حلها لانستدعي أصحابها! على صعيد آخر مثلما تلكأنا الى الدرجة التي حين نجتمع فيها من اجل حلها لا نستدعي اصحابها! على صعيد آخر مثلما تلكأنا في علاج المعضلة العراقية تلكأنا في علاج معضلة الجماعات الدينية المتطرفة المسلحة منذ اندحار الجيش الروسي عن افغانستان وعودتهم لديارنا بمتغيرات فكرية ولوجستية ملحوظة اخترنا تجاهلها وتجاهل المخاطر المترتبة على مجتمعاتنا من جراء تلك المتغيرات وتلكأنا عشرين عاما نعالج مشكلتهم ترقيعيا حتى استفحلت وتصاعدت حدتها وخطورتها فبدأنا اليوم نتخبط في تعاملنا معها! وارتفع معدل البطالة وعجز نظامنا التعليمي عن تلبية احتياجات اسواقنا واستعنا بالعمالة الاجنبية دون تخطيط حتى طغت في بعض دولنا على عدد سكانها واصاب الركود اقتصادنا وزاد العجز في ميزانيتنا ولجأنا للقروض وطالت فترة انتظار شبابنا واحتل عجائزنا مقاعدهم الى آخر رمق وتململت شعوبنا ونحن مع كل هذا التفاقم في سوء اوضاعنا الداخلية نزداد تلكؤا في حل جميع معضلاتنا ـ ما ذكرنا منها وما لم نذكر ـ حتى امتدت تلك المعضلات الى داخل العديد من الانظمة وبيوت الحكم في عقر دارها وبدأ التنافس على الادوار بين حرس قديم وحرس جديد فيها، كل هذا لم يدفعنا الى تغير نمط معالجتنا التقليدي! وهنا أتفق تماما مع ما قاله فاهان زنويان الامريكي من اصل لبناني (أرمني تحديدا) والرئيس التنفيذي لشركة (بتروليوم فايننس) وهي شركة تقدم استشارات تجارية سياسية استراتيجية ولها خبرة بمنطقة الشرق الاوسط في ورقته التي قدمها لمركز الدراسات الاستراتيجية المستقبلية الكويتي، اتفق معه بانه بالرغم من كل ما يحيط بنا من مخاطر وتحديات لم يسبق للمنطقة ان تعاملت معها ووصلت الى تغيير نظام حكم واستبداله بالقوة ومن جهة أجنبية لا تزال انظمتنا وحكوماتنا تؤمن بعلاج معضلاتها بسياسية الحد الادنى من الحركة والحد الادنى من التغيير والحد الادنى من القرارات. وان هناك تلكؤا وانتظارا لاوهام وسراب كانشغال الادارة الامريكية بالانتخابات او تدهور للاقتصاد الامريكي او زيادة عدد قتلى الامريكان في العراق، عل وعسى تنصرف الادارة الامريكية لعلاج مشاكلها بدلا من تركيزها على مشاكلنا! حتى يختفي التهديد الخارجي ممنين النفس بعودة الامور لسابق عهدها! المسألة العراقية والجماعات الدينية المتطرفة والركود في الحراك الاقتصادي والسياسي وتململ شعوب المنطقة مخاطر تحتاج لقرارات تاريخية تغير مجرى التاريخ فيها، فما بالك وهناك يمين متطرف امريكي يجاهد في تسخير القوى العظمى لتحقيق الحلم الامبراطوري العالمي ويخضعه للنظام العالمي الجديد!! اتدرون اهم ما يميزنا؟ اننا كنا على الدوام لا نرقى بقراراتنا بما يتناسب مع تحدياتنا. * كاتبة بحرينية