جاء خطاب الرئيس الامريكي في هيئة الأمم المتحدة كرصاصة الرحمة على خارطة الطريق الذي هي خطة أمريكية. بمعنى ان الادارة الامريكية الراعية لهذه الخطة انحرفت عن تنفيذ بنود هذه الاتفاقية وركز الرئيس الأمريكي على استبعاد الرئيس الفلسطيني ورغم ان هذا تدخل في الشأن الفلسطيني الداخلي الا انه اساء للادارة الامريكية وترك ردود فعل سيئة عند كل الدول المشاركة في هذا اللقاء, ثم ان الادارة الامريكية لو اتخذت من الصراحة والواقعية والعدل أسس لتحركاتها لكان حالها افضل بكثير امام شعبها وامام جميع دول العالم وشعوبها, فبالأمس القريب دفعت الف دولار كتعويض لكل عراقي تم قتله خطأ بينما الأسرى الأمريكيون والذين افرج عنهم ولم يصابوا بسوء ثم تعويضهم بثلاثين مليون دولار للواحد, انظر الى هذه المفارقة والفوقية ثم تساءل عن الديمقراطية في المفهوم الامريكي, ناهيك عن أي فشل يحدث في الترتيبات الامريكية واداراتها تحمله الآخرون, فلقد حملت سوريا مسئولية الواعظ الديني الامريكي الذي اتهمته السلطات الامريكية بالخيانة في غوانتاناموا, ولم تحمل نفسها مسئولية اختياره. ان العبث في التصريحات والأفعال لن يغير الحقيقة, والحقيقة ان الادارة الامريكية تجاوزت النازية بكثير بأفعالها وتصريحاتها.
