حقيقة إن المسلم ليحتار ويضيق صدره ويحزن عندما يشاهد تلك الحوادث المؤلمة ويطلع على أسبابها وما آلت إليه من إزهاق للأرواح البريئة، حيث نجد أن من أسباب هذه الحوادث المؤسفة عدم التقيد بأصول السلامة وأنظمة المرور التي تسعى بإذن الله وتوفيقه للعمل على تجنب المخاطر التي قد تسببها تلك الحوادث المرورية الكثيرة . خاصة إن السبب الرئيسي لما يحدث هو تلك السرعة الزائدة التي يقود بها السائق سيارته دون الشعور بالمسؤولية وما قد يسبب ذلك من أمور وعواقب وان مما يؤسف له إن نسبة الحوادث لدينا هنا في المملكة تبلغ أرقاما عالية خاصة إذا ما قورنت بنسبة الحوادث في كثير من البلدان الأخرى، فتجد من الناس من فقد قريبا له فذاك فقد ابنه وهذه ابنتها وذاك صديقا له وهكذا . فإلى متى تستمر هذه اللامبالاة وعدم التقيد بأصول السلامة ؟ إن كثيرا من السائقين خاصة الشباب منهم لا يلقي لعواقب تلك الأمور أي اهتمام وكأن الأمر لا يعنيه من قريب أو بعيد! مع انه المتسبب الرئيسي لما يعانيه مجتمعنا من آلام وأحزان جراء هذه الحوادث المفجعة خاصة السائق المتهور الذي لا يعتبر لما يشاهده ويعلمه عما وصلت إليه نتائج تلك الحوادث وما نتج عنه من إحصائية يتفطر لها القلب على ضياع أبناء هذا البلد الطيب . وذلك بسبب اللامبالاة سواء من قبل الابن أو ولي أمره الذي يسمح لابنه المتهور بقيادة السيارة دون مسؤولية أو محاسبة وتأن قبل تسليم القيادة لابنه الذي لا يعي أصول السلامة ولا يسعى لتطبيقها، ولقد أحسنت وزارة الداخلية صنعا مؤخراً في سن الأنظمة والقوانين الرادعة لمثل هذه الأمور الهامة . إن علينا المشاركة في التعاون على البر والتقوى لدرء أسباب الحوادث التي حصدت كثيرا من الناس ! وهذا ولا شك يعتبر مشاركة في الواجب الوطني الذي على الجميع تأديته لسلامة نفسه وأسرته وإخوانه ومجتمعه المسلم بإذن الله . فالجميع هم رجال أمن وجزى الله خيرا القائمين على الحملات المرورية الوطنية والتي تهدف إلى توعية الآخرين مروريا من اجل سلامتهم بإذن الله .
اللهم اكتب لنا السلامة والحماية من الحوادث والشر والفتن آمين .
عبدالله السبيعي
