قمة الوفاء والانتماء للوطن تتجسد من خلال الممارسة الوطنية الحقيقية للمواطن في كل المجالات.. والمواطنة المخلصة تتعدى حدود القول الى افعال يجب ان تطبق بحذافيرها بعيدا عن الذاتية وتحقيق مصالح خاصة على حساب الوطن.. وكل ما يتمتع به رجال المال والاعمال في بلادنا من ثروات هي من خير هذه الارض المباركة من المفترض استثمارها داخل الوطن تساهم بدورها في التنمية لاسيما وان بلادنا تتمتع بمناخ ومقومات استثمارية لا تتوافر في كثير من الاسواق العالمية خاصة امام المستثمر السعودي الذي يملك الافضلية المطلقة دون معوقات ولديه من المساحة والمساندة والتسهيلات الكثيرة والقوة الاقتصادية وحماية مستقبلية لكافة الجوانب الاستثمارية وهذا ما يضمن الاستمرارية للاستثمار ويبدد الخوف من المتغيرات المفاجئة والمؤثرة على رؤوس الاموال.. ورغم الاستقرار الاقتصادي ومعدلات النمو في بلادنا نرى بعض الاستثمارات الاعلامية المتمثلة في بعض القنوات الفضائية المملوكة لرجال الاعمال السعوديين تغرد بكامل كوادرها غير الوطنية خارج الوطن تجسد عدم الثقة بالوطن الذي منحها شرف الانتماء والمواطن الذي يتحمل تبعات سياساتها الاعلامية بخيرها وشرها وتعبر من خلال سلوكها هروب من قرارات السعودة وحقوق الوطن الذي اصبح جزءا من الماضي لا يجب ان تعود اليه!! رغم اعتمادها شبه الكلي على المواطن السعودي في مواردها المادية من خلال الاعلانات والتسويق والاتصالات.. بينما نجد ان وجودها لا يعزز الانتماء الحقيقي للوطن والاحساس بالمسئولية فتلك القنوات تخدم نفسها فقط ورسالتها الاعلامية تركز على بناء المجد والتفاخر والترهل المادي البحت وهذا واضح للمشاهد العادي والمستفيد الوحيد هو العنصر الاجنبي الكثيف داخل تكوينها الاداري والفني ولا وجود للعنصر الوطني بين العاملين الذين يعدون بالمئات!!! في حين ان الوطن بحاجة الى كل جهد من ابنائه للمساهمة في بناء المستقبل الواعد المجتمعة وفي هذه المرحلة التي تشهد تحديات اعلامية خطيرة من الاعلام الصهيوني وبعض الدول الغربية التي تستغل كل فرصة لمصالحها القومية والاقتصادية وتوجهاتها الفكرية من خلال وسائلها الاعلامية المختلفة لخدمة مصالحها اضافة الى ممارسة الضغط المباشر على القنوات العربية ومطاردة الاعلاميين والمراسلين وكيل التهم والدعاوي الباطلة.. ومن هنا تبرز السلبيات في تواجد مثل هذه القنوات خارج الوطن دون حماية قانونية تكل لها الحقوق المشروعة بالاضافة الى كونها عرضة للابتزاز والاهانة والمجاملة في خطابها السياسي للدولة المضيفة مما يجعلها غير جديرة بالاحترام وبهذا تسيء لسمعتها الاعلامية وتفقد المصداقية وتعود للوطن (بخفي حنين) وحينئذ لن يمنحها الوطن صك البراءة والغفران ولا يجازي العقوق بالاحسان.
والله المستعان
القصيم - الخبراء
