تقع درعية المنطقة الشرقية غرب جنوب الظهران في رأس مثلث متساوي الأضلاع بين الدمام وغانان. وكان يعتقد أنها تقع في القطيف أو قربها مستندين على اشارة في كتاب حافظ وهبة عندما تحدث عن الاسرة السعودية قبل رحيلها الى نجد (ص210) ولعل سبب ذكر الشيخ وهبة لذلك كون القطيف في حينها حاضرة وسط المنطقة الشرقية إذ لا وجود للدمام والظهران كحواضر ينسب اليها في حينها. إلا أن الشيخ حمد الجاسر يرحمه الله كان أكثر دقة عندما حددها في غرب الظهران في معجمه الجغرافي للمنطقة الشرقية.
وتكسب الدرعية أهميتها الجغرافية إذ تقع على طريق يربط الخليج شرقا بطريق يمر بجوارها متجها الى الغرب يتصل بطريق الكنهرى التاريخي المتجه شمالا الى مدينة الجبيل التاريخية بالاضافة الى كون أرضها مليئة بالرمث وهو مرعى جيد ويوجد بها نخيل وبئر ماء قديم. أما سياسيا فتكسب أهميتها لكونها الموطن الأصلي للاسرة الحاكمة آل سعود اذ كان جدهم الاعلى مانع المريدي يسكن الدرعية بالمنطقة الشرقية ودارت بينه وبين ابن عمه درع رئيس حجر والجزاعة الواقعتين قرب الرياض مكاتبات فدعاه درع للقدوم اليه والنزول بجواره، فقبل مانع الدعوة وارتحل مع أسرته ورجال من قبيلته الى هناك فوهبه درع قرب الملقى من وادي حنيفة أرضا تدعى الملبيد "عصيبة" فنزلها وعمرها وبنى فيها الدرعية الحالية عاصمة الدولة السعودية الاولى (الملا الجزء 2 ص674، الجاسر المعجم ص693).
لقد وقفت على الموقع بعد تحديده استنادا على خارطة جغرافية للمنطقة الشرقية يعود تاريخها الى 1956م صادرة عن الارامكو بهيوستون ونافدة اليوم وكذلك بعد سؤال تحديدي من قبل الرعاة حولها من السعوديين من كبار السن وقمت بعمل احداثيات للموقع وتصويره تمهيدا لنشره مفصلا في مجلة متخصصة مزودا بالخرائط والاحداثيات عن الموقع والمواقع المجاورة.
ولاشك ان موقعا كهذا له علاقة تاريخية بالأسرة السعودية الحاكمة الكريمة ولا يبعد كثيرا عن الدمام حاضرة المنطقة الشرقية جهة الجنوب الغربي الا بعدد قليل من الاكيال جدير بالاهتمام به من قبل وكالة الآثار والمتاحف وكذلك المهتمون بتراث المنطقة الشرقية وأقترح على المسئولين تطويره كقرية شعبية بالمنطقة الشرقية لقربه من الخطوط الرئيسة بالمنطقة ولأهميته التاريخية.
