قرأت بجريدة اليوم العدد 11062 الصادر يوم 25/6/1424هـ خبرا عن ارتفاع نسبة الوفيات من الحوادث المرورية في المملكة العام المنصرم الى 6.3 بالمائة حيث بلغ عدد الوفيات 4161 قتيلا خلاف الاصابات من 223816 حادثا وسجل صغار السن دون الثامنة عشرة 11 بالمائة من الحوادث وقد خلصت الاحصائية إلى ان المشكلة المرورية لاتزال قائمة ودعت الى طرح استراتيجية تضع كافة الجهود في اطارها الصحيح. اذن فان من الواجب علينا الوقوف على الاسباب الحقيقية المؤدية الى تزايد هذه النسبة وعدم انخفاضها ويمكن القول ان الاسباب يشارك فيها نسيج المجتمع بأكمله (الاسرة، الاعلام، الجهات المسئولة) ان اختزال المشكلة في كونها مرورية (تابعة لادارات المرور) تقزيم للمشكلة لايحلها. ان وعي كل شريحة من شرائح المجتمع بدورها في تلك المشكلة سيؤدي بالتأكيد لتقليل النسبة، فمثلا هناك دور تلعبه الاسرة والتي تعتبر اللبنة الاولى لتعليم ادب المرور واحقية الآخرين في استخدام الطريق دون مضايقة، واحترام المشاة والآداب التي يجب مراعاتها خارج المنزل. وهناك دور لجهات التصميم ممثلة في المواصلات والبلديات باعتبارهما المسئولتين عن تصميم الشارع بجميع ابجدياته مثل منحنياته الافقية والرأسية ونقاط التقاطع ومواقع الاشارات والدخول والخروج من والى الشارع اضافة الى ألوان الخطوط المحددة لاماكن عبور المشاة والمناطق المسموح والممنوع بها التجاوز والمناطق الخطرة وسرعة الطريق والاحمال والارتفاعات المسموح بها والاشارات الارشادية والاعلانية وتحديد حرم الطريق واتساعه وكمية السيارات المتدفقة لكل مسار .. وما الى ذلك من معايير تصميمية يشاركهم في ذلك الجهات الامنية - ادارة المرور بدور في تحديد العقوبات الرادعة لوقف المخالفين (مثل سحب الرخصة لمدد زمنية محددة تنتهي بحرمان نهائي من القيادة أو بالتوقيف أو الغرامات المالية على ان يتم ذلك عبر محاكم مخصصة للمرور) على ان يكون تطبيق تلك القوانين بصرامة ودون محسوبية او مجاملة. ثم يأتي دور الاعلام الذي يعتبر اللاعب الرئيسي والدائم لتثقيف المواطن بقوانين السير والطريقة المثلى لاستخدام الطريق وشرح ابجديات الاشارات والخطوط المستخدمة في الطرق المحلية والسريعة وجميع آداب وقوانين المرور (أحقية المرور في التقاطعات والاشارات، والدوار، والانتقال من منسوب منخفض لمنسوب اعلى او العكس، وطريقة الدخول والخروج للطرق السريعة والمسافة اللازمة لذلك). ودور وزارة المعارف تخصيص ساعة دراسية من كل اسبوع لتدريس آداب وقواعد المرور يشارك فيها مجموعة من المصممين ورجال الامن. ويمكن توسيع دائرة المشاركة في ذلك عبر ارسال رسائل للهواتف المحمولة تكون قصيرة وذات مدلول مروري واضح.. ومشاركة شركات التأمين بالقيام بحملات اعلانية دائمة عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ولا يكتفى بأسبوع نطلق عليه اسبوع المرور.. ولنجعل شعارنا السنوات الدائمة للمرور. ان الاخلال من أي شريحة من شرائح المجتمع بواجباتها سيؤدي بكل تأكيد الى خلل في الشرائح الاخرى باعتبارها منظومة متكاملة ومكملة بعضها البعض، ومتى ما التزمت جميع الشرائح بمسؤولياتها تجاه المجتمع عندها فقط نضمن نسبة منخفضة في الحوادث والوفيات المرورية.. ووقف نزيف جسد الوطن (فئة الشباب ما بين 18 - 29 عاما ثلث المصابين).
