قد يتساءل انسان فيقول: لماذا كثر الحديث عن المخدرات أليس هناك غيرها من الفساد؟ فيقال : بلى ولكنها ام الخبائث وأضرارها جسيمة , ومنها تنشأ الجنح الأخرى , فإذا تناولها فهي مفناح الاجرام , ولها أضرار كثيرة مادية واجتماعية وصحية وخلقية.
فأما الأضرار المالية فمنها تبذير المال وانفاقه بالطرق غير المشروعة , والله تعالى قال :(ان المبذرين كانوا اخوان الشياطين) الإسراء / 27
وبالتالي الاقتراض وتراكم الديون والضائقات المالية الشديدة يعقبها نشوء الخلافات العائلية وقضايا الطلاق وتشتت الأسرة الذي ينتج عن العجر عن تلبية الحاجات الشرعية للزوجة والأولاد.
ومن أضرارها الاجتماعية : حوادث الطرق المروعة التي يتسبب فيها مدمنو المخدرات ويكون ضحيتها الأبرياء.
ومن أضرارها السرقات حيث يحتاج مدمنو المخدرات الى المال ولا يجدونه ميسرا فيعمدون الى السطو على اموال الناس والنصب واظهار أنفسهم بمظهر الفاقة والحاجة الى الاقتراض، كما تكثر سرقة السيارات لكي يستخدمها مختلو الشعور , وفاقدو العقل من مدمني المخدرات في مآربهم الدنيئة وغاياتهم المعوجة.
ومن أضرارها الاجتماعية الجنايات المختلفة وهي الاعتداءات والمشاجرات العقيمة والتي غالبا ما تكون نهايتها مؤلمة بحق الآخرين , وقد ينتج منها القتل وإزهاق نفس بريئة جنت عليها تلك الأيدي الملوثة بالمخدرات , ومن أضرارها الاعتدء على الأعراض وهتك حرمة الآخرين لما يحس به مدمنو المخدرات من ضعف العقلية وتجردهم من القيم , وانتشار الشذوذ الجنسي بين مدمني المخدرات الذي تذهب به مكارم الأخلاق وصفات الرجولة. د. صالح بن محمد الونيان
