DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

راعي الغنم الذي أصبح مدرسا

راعي الغنم الذي أصبح مدرسا

راعي الغنم الذي أصبح مدرسا
راعي الغنم الذي أصبح مدرسا
احمد عبدالله المسلم شاب طموح عمل في رعي الغنم وواصل دراسته بالمساء حتى اصبح معلما لمادة اللغة الانجليزية بمدرسة الزبير بن العوام المتوسطة بقرية البطالية، وهو نموذج للشاب الطموح الواثق من نفسه..التقت "الواحة" به ودار معه هذا الحوار حول مشواره في الحياة. عقبات @سمعنا الكثير عن مسيرتك في شق مستقبلك وما لقيته من صعوبات حتى وصلت الى ما وصلت إليه الآن؟ ـ من الطبيعي ان يواجه الانسان عقبات كثيرة في حياته، فانا كنت متزوجا وعاملا في احدى الورش، وفي نفس الوقت لدي رغبة في مواصلة الدراسة، والتوفيق بين هذه الامور عقبة في حد ذاتها، خاصة وقد انقطعت عن الدراسة 6 سنوات، حيث لم اكمل المرحلة الابتدائية الا وانا في الحادية والعشرين من عمري وصاحبتني هذه العقبة طيلة مرحل دراستي، اما العقبة الثانية التي واجهتني وانا اعمل في مستشفى الملك فيصل التخصصي، فهي عدم موافقة الادارة على منحي الوقت اللازم لاكمال دراستي في الجامعة، فعملي في المستشفى كان يقوم على نظام المناوبات وهذه في حد ذاتها عقبة. راعي غنم @ كيف كانت دراستك في المراحل التعليمية وأين؟ ـ كانت دراستي في المرحلة الابتدائية في مدرسة "البطالية" القصر. اما المرحلة المتوسطة فكانت في مدرسة سعد بن ابي وقاص "بالمبرز" وكانت دراستي فيها مساء اما المرحلة الثانوية فدرستها في مدرسة العليا "بالرياض" وكانت أيضا في الفترة المسائية. @ ماذا عن المهن التي زاولتها أثناء دراستك؟ وكيف كان توفيقك بين الدراسة وبينها؟ ـ بداية اذا كان رعي الاغنام يعتبر مهنة فأنا عملت فيها في بداية حياتي. وتحديدا وانا ادرس في المرحلة الابتدائية، ثم بعدها عملت في الورشة قرابة 13 سنة، وهي مقسمة بين ورشة اخي وورشة مستشفى التخصصي. اما بالنسبة للتنسيق ففي الابتدائية لم احظ بتنسيق بين الدراسة والرعي الذي كلفني به والدي ـ رحمه الله ـ ولكن بعد المرحلة الابتدائية وفي المراحل الاخرى كنت انسق بين العمل في النهار والدراسة ليلا. اختيار الانجليزية @ أنت الآن معلم لمادة اللغة الانجليزية في مدرسة الزبير بن العوام المتوسطة بالبطالية كيف استطعت ان تتخصص ودراستك كانت في المساء؟ ـ ليس الغريب فقط اختياري لهذه المادة، خاصة ان دراستي كانت مسائية، ولكن الاغرب من ذلك هو انني رسبت في هذه المادة وانا في المرحلة المتوسطة، وتخصصي في هذه المادة انما هو اصرار على الوصول الى الهدف، هذا ما حدث معي فعلا، حيث كنت مهتما بهذه المادة بشكل خاص، لدرجة انني طلبت من احد الزملاء في حينها ان يزودني بالكتب الخاصة بهذه المادة، فما كانت منه الا ان سخر مني. عامل ورشة @ من بين المهن التي مارستها اثناء دراستك العمل في مستشفى الملك فيصل التخصصي وتحديدا في الورشة. ثم بعد ذلك انتقلت للعمل داخل المستشفى؟ حدثنا عن ذلك، وما طبيعة عملك في المستشفى؟ ـ حينما كنت اعمل في الورشة التحقت باحدى الدورات المتخصصة في العمل على الحاسب الآلي لبنك الدم فحصلت على درجة الامتياز فيها، مما اتاح نقلي الى داخل المستشفى للعمل على الكمبيوتر الخاص ببنك الدم. @ هذه النقلة في التعامل مع الحديد سابقا الى التعامل مع البشر داخل المستشفى. كيف كانت؟ هل كانت هناك صعوبات واجهتها داخل المستشفى في مجال عملك كمترجم؟ ـ اما كيفية تعاملي مع البشر داخل المستشفى. بعدما كنت اتعامل مع الحديد في الورشة، فقد كانت مرحلة صعبة للغاية، وهذه الصعوبة ناشئة من ان المفردات التي احفظها كان مفردات خاصة بالورشة وما تحتويه، فانا افتقر الى المفردات الطبية، وهذا دفعني الى حفظ كمية كبيرة من المفردات الطبية، مما ساعدني في عملي داخل المستشفى، وتحولت من عملي على الحاسب الآلي الى مترجم طبي. طالب في الجامعة @ نعود مرة اخرى الى اجواء الدراسة، بعد تخرجك في الثانوية الى أين توجهت؟ ـ التحقت بجامعة الملك سعود في كلية الآدب ـ قسم اللغة الانجليزية. @ اذا انت تخصصت في كلية الآداب في دراسة الانجليزية هل ساعد ذلك في عملك كمترجم، أم ساعدك عملك في مجال تخصصك؟ ـ العمل يمثل لي الانطلاقة الحقيقية في التحدث، اما تخصصي فقد اكسبني الكتابة الصحيحة والسليمة. @ لماذا تركت العمل في المستشفى، وتوجهت للتدريس، علما بأن راتبك في المستشفى ضعف الراتب الذي تتقاضاه حال تعيينك معلما؟ ـ هناك اسباب عدة لترك عملي والتوجه الى سلك التعليم. اذكر هنا سببين اولا ـ البحث عن الاستقرار حيث كنت بعيدا عن عائلتي لعدة سنوات. وثانيا ـ هو الوقوف بجانب ابنائي كي ارفع مستواهم الدراسي الذي كان متدنيا. @ هل أنت راض عن مستوى اولادك دراسيا بعد ذلك؟ ـ جدا، فالكبير الذي يحصل على تقديرات متدنية الآن هو طالب في جامعة الملك فيصل واخر قبل في الكلية الصحية، بعد ان تخرج بتقدير ممتاز. والباقي متفوقون ولله الحمد. معلمي اصبح زميلي @ سمعت من احد الاخوة انك قمت بالتدريس الليلي في نفس المدرسة المتوسطة التي كنت قد درست فيها؟ هل تحدثنا عن ذلك؟. ـ هذا ما حدث فعلا معي، حيث اول ما عملت معلما كان تعييني في نفس المدرسة التي درست فيها المتوسطة مساء، وهذا ما جعل معلمي يستغربون مني، فانا الوحيد الذي كنت من طلاب المسائي لديهم والآن اعمل معلما معهم وزميلا لهم، والاغرب من ذلك ان معلما كان يحاول طردي من الفصل حينما كنت طالبا آتي اليه بالثياب المتسخة من الشحم والزيوت، حيث اصبح هذا المعلم زميلا لي نعمل معا في نفس المدرسة. نشاط اجتماعي @ انت من الذين يحرصون على العمل داخل مجتمعهم، ما أسباب هذا الحرص؟ ـ انا اؤمن بخدمة ابناء المجتمع لمجتمعهم، ومن هذا المنطلق كنت حريصا على العمل داخل مجتمعي، بل انني حاولت مع الكثير من اهل القرية خاصة "المعلمين" في محاولة النقل داخل القرية كي يعملوا على خدمة مجتمعهم. @ بعد مجيئك الى القرية قمت بعدة نشاطات لأبناء المجتمع ومن هذا المنطلق نريد تسليط الضوء على بعض منها؟. ـ لقد وفقني الله عز وجل في خدمة ابناء قريتي العزيزة، فقمت بالمشاركة في دورات التقوية التي تقوم عليها الجمعية الخيرية كما قمت بإعداد دورة كاملة وشاملة للغة الانجليزية في جميع مراحلها. وقد التحق بهذ الدورة عدد من ابناء القرية الذين استفادوا منها ولله الحمد. كنت اعمل ـ أيضا الى جانب ياسر المطوع ـ رحمه الله ـ بالوقوف على مشاكل الطلاب الدراسية، واحيانا الاجتماعية ونقوم على حلها قدر المستطاع. @ ما سر نجاحك وتوفيقك في اعتقادك في الدراسة والعمل وحياتك العائلية؟ ـ ما لا شك فيه ان هذا التوفيق هو من عند الله عز وجل ولهذا التوفيق اسبابه التي تعود في اعتقادي الى رضا الوالدين، حيث كنت حريصا على خدمتهم وارضائهم، فلم اكن يوما من الايام اتصور بأن اكون معلما بعدما كنت راعيا للغنم. @ قبل ان نختم اللقاء معك نريد منك الإجابة عما يلي: @ مثلك في الحياة. ـ الدكتور: محمد اليوسف. @ حكمتك في الحياة. ـ "أن تحب للناس ما تحبه لنفسك" @ بيت شعر دائما تردده: لا دار للمرء بعد الموت يسكنها إلا التي كان قبل الموت بانيها @ كلمة أخيرة: "اتمنى من الطلاب ان يكون لديهم الشعور بالمسؤولية تجاه دراستهم في هذه الايام، وان يعودوا انفسهم على الاجتهاد والمثابرة من البداية، كي يصلوا الى ما يطمحون اليه من النجاح والتفوق".7

أخبار متعلقة