** منفية هي.. فقد أعياها الزمن الذي خلع عن أيامه ودفاتره مدفأة البرد القارس، ونسمة الحر اللفاح، فلم تعد تهوى المنظر الخلاب في تحليقها، ولا القارب السياح في بحرها.
** منكسرة هي.. فقد تخلى عنها من كان يخطب ودها مع قهوة الصباح، ولا يعرف النوم إلا بعد أن يشم رائحتها، يرتشفها الكثير منا صباحًا ويلفها مساء.
** ستعودين.. نعم يا أيتها الفاتنة الساحرة النابغة، وسيعود لك العشاق، حتى أولئك الذين حاربوك سيتراجعون في ساحة المعركة، فقد ضجوا من الصخب عبر المنصات التي يدخلها المحارب وغير المحارب في معركة الحرف والكلمة.
** سيشتاق الكثير لرائحة حبرك، وعناوينك، وصورك، وإناقتك، حتى أولئك الصغار الذين ولدوا وفي فمهم ملعقة (الجوال) وتوابعه وبرامجه، سيكبرون ويعودون لتاريخك.
** نعم.. رغم العاصفة (الإلكترونية) والقفزة (التقنية) إلا أنك يا معشوقة (زمن الطيبين) وقفت شامخة رغم السهام الماطرة على الجيل الجديد، صامدة في وجه التغيرات، أما لماذا؟ فقد عجزت كل المتغيرات في الإعلام أن تحمل (مصداقيتك).. وكفى..!!
** أتعبتنا الحروف..وسبحنا بها في بحر الكلمات والجمل، ركضنا في مضمارها دون كلل أو ملل، سهرنا في حضرة جمالها، وأحرقتنا ولم تحترق، وأخذت منا ولم ننل منها، فهي كما البحر كل ما رميت فيه يغرق إلا ما ندر، وما زلنا نسبح ولكن هذه المرة وسط التحديات الكبيرة.. وأراهن أن محبوبتي ستنتصر.