DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

خطوة حيوية نحو السلام

خطوة حيوية نحو السلام
لاشك في أن التوقيع على اتفاقية السلام التاريخية بين إثيوبيا وإريتريا برعاية المملكة يمثل في جوهره طي صفحة أليمة من الحروب والأزمات والنزاعات العالقة بين البلدين، وفتح صفحة جديدة من العلاقات بينهما تقوم على نشر مبادئ السلام وأسسه وقواعده بين بلدَين عاشا في خضمّ مأساة كبرى من حروب دامية كادت تقضي على الأخضر واليابس فيهما، وكادت تقضي على أي مبادرة سلمية لإنهاء النزاع الدموي المُرّ الذي سقط من جرّائه مَن سقط من القتلى والجرحى، وخلّف خسائر فادحة بين الطرفين، والتوقيع سوف يساعد بالطبع على تعزيز العلاقات الإثيوبية الأريترية ويزيدها منعة وصلابة وشدة حتى تتمكّن الإرادتان السياسيتان من وضع لبنات جديدة في صرح تطلعات واثقة نحو صناعىة مستقبل أفضل للبلدين والشعبَين.
العداء المستحكم بين البلدَين بعد التوقيع على اتفاقية الصلح في جدة يسدل الستار الأخير على فصول تطاحن مُر دام زهاء عشرين عامًا قُتل فيها مَن قُتل، وجُرح مَن جُرح؛ لتبدأ بعد ذلك علاقات إثيوبية أريترية جديدة من سماتها البارزة عدم التطلع إلى الخلف، والنظر إلى الأمام لإنشاء علاقات حسنة بين البلدَين تقوم على التبادل التجاري وتقاسم المصالح، وتقوية أواصر التعاون بين الشعبَين لصناعة مستقبل الأجيال القادمة تحت مناخات متخَمة بالمحبة والرخاء؛ للبدء في قطف ثمار تلك الاتفاقية التاريخية التي وضعت حدًّا حاسمًا وقاطعًا لحروب دامية بين البلدَين.
الصراع الدموي المرير بين البلدَين انتهت فصوله في جدة بالتوقيع على اتفاقية الصلح الإثيوبية الأريترية، وهو مدخل قد يضع نهاية حاسمة كذلك لصراعات أفريقية دامية أخرى في ظل التحوّل الملحوظ الذي يشهده القرن الأفريقي لإعادة صياغة توازن القوى بين دوله، ولعل تلك النهاية التي أدت إلى إخماد ألسنة نيران الحرب بين إثيوبيا وأريتريا تكون نبراسًا يفتح الطريق أمام إنشاء تصالحات مرتقبة جديدة، فالاستقرار في منطقة القرن الأفريقي يستدعي بالضرورة قيام اتفاقات صلح تسهل إبعاد باب المندب عن الصراع والتسييس.
وليس بخاف أن تسوية الخلافات والصراعات والأزمات بين دول القرن الأفريقي تصبّ في قنوات الأمن الإقليمي والدولي، وتسعى دول العالم بأسره، وعلى رأسها المملكة لإبعاد تلك الدول عن النزاعات بأي شكل من أشكالها، وقد كان الاتفاق الإثيوبي الأريتري برعاية المملكة صورة واضحة وحية من صور تسوية النزاعات في تلك الدول، فإنهاء التوتر في القرن الأفريقي يعني البُعد عن التجاذبات السياسية والبُعد عن الدخول في حروب لا طائل من ورائها، والاتفاق حول بناء مستقبل جديد تنعَم فيه كافة تلك الدول بالأمن والاستقرار والسيادة ورغد العيش.