DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كُرة إدريس الدريس

كُرة إدريس الدريس
كُرة إدريس الدريس
محمد العصيمي
كُرة إدريس الدريس
محمد العصيمي
في مقاله أمس في صحيفة عكاظ أراد الصديق والإعلامي المعروف إدريس الدريس أن يخترع كُرة قدم جديدة. كُرة تبقى في الملعب ومستطيله الأخضر ومدرجاته. وهو اختراع قال به أيضاً الصديقان الكاتب عبدالعزيز السويد والإعلامي محمد بن طرجم أثناء تعليقهما على سؤال طُرح في برنامج «الأسبوع في ساعة». كأن إدريس لم يزر لندن ويرى أطنان نفايات (القوارير) التي سفح ما في بطونها الشباب الإنجليز بعد فوز كاسح لنادي ليفربول. أو كأنه لم يشاهد باريس غداة فوز المنتخب الفرنسي بكأس العالم، أو لم يتفرج معنا على رقص الحسناوات في شوارع ريودي جانيرو بعد كل مباراة تفوز بنتيجتها البرازيل.
كرة القدم لم تُخلق لتبقى في الملعب وإنما اخترعها الإنجليز وقلدهم العالم لتكون الملهاة المحببة، أو الحديث السائد في الشوارع ومكاتب العمل والمجالس العادية والافتراضية. ولو أن العالم طبق نظرية: «الكرة داخل الملعب فقط» لكان تويتر، على سبيل المثال، أول من يغلق أبوابه بالضبة والمفتاح في المملكة، حيث لا نقاش ولا صراخ ولا شتائم تعلو على شتائم بعض الجماهير الموغلين في تعصبهم لهذا الفريق أو ذاك ودفاعهم عن هذا اللاعب أو ذاك. أيام زمان كانت بعض أطراف الحديث بين الناس وبعض النقاشات الحادة تدور حول كتاب أو مؤلف أو قصيدة أو حتى أغنية. الآن لم يعد هناك شيء من هذا القبيل، أو لعل ما بقي منه أقل القليل. الكرة ثم الكرة هي لعبة الكبار، وهي مثل ألعاب الصغار على الفيديو التي لا يكلون ولا يملون من الحديث عنها والتنبؤ بكل جديد يخصها.
وإليكم وإلى صديقنا إدريس هذا الشاهد الحي: حين قلت في برنامجه رداً على سؤال رياضي وجهه إلي: «ما دام الهلال بخير فكل شيء بخير» نقل موقع إخباري هذه المزحة العابرة وعلق عليها 130 شخصا حاكموني سياسياً واجتماعياً وحتى شكلياً. هذا لا يحدث حتى لو قفزت على بيت أحدهم. هذه هي كرة القدم التي يستحيل أن تبقى في الملعب؛ لأن هذا لم يكن قصدها في الأساس وليس قصدها الآن ولا بعد حين.