لقد أيقن - رحمه الله - أن إشاعة الأمن لابد أن تسبق البناء، وهذه نظرة حكيمة وصائبة، فلا يمكن إقامة مؤسسات الدولة على أركان قوية في ضوء انعدام الأمن، فكان الاهتمام منصبًا منذ ذلك الوقت على ترسيخ دعائم الأمن كوسيلة هامة وحيوية من أهم وسائل البناء، فقام الأمن على تلك الأسس القوية والقويمة، وجاء أشبال المؤسّس من بعده ليسيروا على نهجه الحكيم بالحفاظ على المنظومة الأمنية ودعمها كأهم وسيلة من وسائل النهوض بهذه الدولة وتنميتها، وهو نهج أدى الى ما وصلت إليه المملكة اليوم من تقدم ورقي وتنمية في كل مجال وميدان.
وبقيت تلك النعمة الكبرى ماثلة للعيان منذ ترسيخها أثناء تكوين المملكة وحتى العهد الزاهرالحاضر تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لتغدو عنوانًا مهمًا من أهم عناوين تقدّم المملكة ورفعتها وإعلاء شأنها، وها هي بلادنا بحمد الله وفضله، وبجهود القيادة الرشيدة تنعَم بالأمن والاطمئنان والاستقرار؛ جراء انتشار تلك النعمة الكبرى في جميع ربوعها، وها هم أبناء المملكة يخوضون غمار البناء والنماء في ظل استثمارهم للأمن ومعطياته التي لا تقدّر بثمن.