DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الأحاديث الجانبية والبروتوكولات السياسية

الأحاديث الجانبية والبروتوكولات السياسية
في أواسط الثمانينيات الميلادية من القرن الماضي، وأثناء زيادة حدة المعارك بين العراق وإيران في فترة الحرب العراقية - الإيرانية، لجأ طيار إيراني بطائرته إلى المملكة، لكن في النفس الوقت وبمجرد دخوله إلى المملكة، طلب التزود بالوقود للتوجّه إلى بلد آخر؛ لطلب اللجوء السياسي. وسُمح له بالمغادرة، ولكن بعد فترة قصيرة من إقلاعه سقطت طائرته وتحطمت، وتوفي في الحال، وقد يكون سبب تحطم طائرته خللًا فنيًا أو بسبب التعب والإرهاق الذي كان يعانيه، وأعلنت المملكة الخبر بصورة رسمية في حينه وبكل شفافية، وحدث ذلك في وقت زيارة كان يقوم بها آنذاك وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز «رحمه الله» إلى قاعدة الملك عبدالعزيز البحرية بالجبيل، وعند وصول الأمير سلطان بن عبدالعزيز إلى نادي الضباط للقاء منسوبي القوات البحرية، قام أحد مراسلي الصحف السعودية بسؤال الأمير سلطان عن الحرب العراقية - الإيرانية، ورد عليه الأمير سلطان باختصار شديد بأن الجواب عن هذا السؤال هو من اختصاص «وزير الخارجية الأمير سعود».
ورغم الكلمات القليلة في الرد، إلا أن هذا رد يؤكد أن المملكة العربية السعودية ومسؤوليها يعملون بآلية واضحة تحدد دور كل مسؤول ضمن بروتوكولات واضحة. وأثناء حديث الأمير سلطان الأبوي مع منسوبي القاعدة تلقى مكالمة هاتفية من وزير الخارجية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل بن عبدالعزيز «رحمه الله» يبلغه بأنه تمّ التواصل مع وزارة الخارجية الإيرانية لإبلاغهم بما حدث حيال الطيار الإيراني وطائرته. ومن خلال رد الأمير سلطان على سؤال الصحفي السعودي، واتصال وزير الخارجية آنذاك الأمير سعود الفيصل «يرحمه الله» تأكد وخلال دقائق أن نظام الحكم في المملكة العربية السعودية مبني على قاعدة صلبة من المؤسساتية والقنوات الصريحة والبروتوكولات الواضحة المعالم التي تربط الحاكم والمحكوم، وتوضح معالم المسؤولية، وتربط المملكة بالخارج بخط واضح المعالم لا يقبل التأويل.
في الماضي ومنذ نشأة المملكة وتوحيدها على يد جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود «طيب الله ثراه»، وإلى يومنا هذا فما إن تحدث هزة اقتصادية أو معضلة سياسية، إلا وترى كل الآذان صاغية إلى ما سيقوله ولاة الأمر في بلادنا الذين عُرفت عنهم الثقة بالنفس وبديهية الرد، وفي كل مرة نرى حسرة على وجوه مَن يريد تحوير الأمور ليصطاد في الماء العكر.