ويبدو أن النظام الإيراني غارق في أحلامه، فقد طبّق الانسحاب منذ زمن وآثاره الوخيمة تبدو واضحة على مفاصل جسد النظام الآيل للانهيار والسقوط، رغم تبجّحه بأن الهزيمة «النكراء» سوف تلحق بكل العقوبات وأنها ستفشل، وأنه سيتغلب على مشكلاته الاقتصادية، فهو لا يخشى تلك العقوبات؛ لأن النصر حليفه في كل الحالات والأحوال، وتلك ادعاءات لا تستند إلى أي منطق عقلاني، وإنما تستند إلى أراجيف باطلة كادعائه بأن العقوبات المفروضة «ساهمت في توحيد الأمة»، وتلك مغالطة واضحة لما يجري على أرض الواقع.
وتخيّم علامات التساؤل أمام تلك المساهمة، والحقيقة التي يجب أن تُقال أن العقوبات أدت إلى ارتفاع وتيرة الغضب الشعبي العارم من أبناء إيران ضد جلّاديه، وقد اعترف النظام مؤخرًا بأنه فقد الثقة في مستقبل بلاده، وهو اعتراف يرسم بداية النهاية لنظام فاشيّ أحمق أدخل إيران في نفق مظلم وصعب من الأزمات الاقتصادية الحرجة بفعل عنترياته ومغامراته الطائشة داخل إيران وخارجها، وتلك مغامرات أدت إلى تبديد ثروات الشعب الإيراني لدعم الإرهاب، ومد الإرهابيين بأسباب القوة لنشر جرائمهم وفظائعهم في كل مكان.
ولا شك في أن الأحوال الاقتصادية والسياسية والأمنية المتردية دفعت المحافظين في البرلمان الإيراني للضغط على النظام والمطالبة بتغيير الحكومة الحالية التي استشرى الفساد فيها، رغم الإقالات الأخيرة التي مارسها الرئيس الإيراني، وطالت وزير الاقتصاد والمالية، ووزير العمل، ومحافظ البنك المركزي، في محاولة يائسة لعدم تعرضه لانتقادات شديدة بسبب تلك الأوضاع المتردية، التي أدت فيما أدت إليه إلى انهيار العملة الإيرانية، وتردي الحالات المعيشية، وانتشار الفساد في النظام، كما تنتشر النار في الهشيم.