لقد حرصت القيادة الرشيدة أيّما حرص على تسخير كافة الإمكانات التي تصبّ في قنوات تسهيل الشعائر أمام ضيوف الرحمن لأدائها بكل سهولة ويُسر، وقد أُضيفت في موسم حج هذا العام الخدمات التقنية لأول مرة لخدمة الحجيج، سواء فيما يتعلق بالأجهزة الأمنية أو غيرها، فتحوّلت مكة المكرمة بهذه الإضافة النوعية إلى مدينة ذكية، لاسيما أن هذا التحوّل ظهر جليًّا في هذا الموسم ليغدو إضافة مهمة في سلسلة الإضافات المتجددة في كل المواسم لخدمة ضيوف الرحمن، وهو تحوّل يُضاف إلى سلسلة من التحوّلات الخدمية الهامة لإنجاح هذه المواسم الإيمانية الكبرى.
إنها خدمات نوعية لها صفة الاستمرارية دائمًا، فما إن ينتهي موسم من مواسم الحج حتى تشرع القيادة الرشيدة في اتخاذ التدابير اللازمة لإنشاء جملة من المشروعات الخاصة بالحرمين الشريفين، سواء ما تعلق منها بالتوسعة أو ما تعلق منها بتحديث وتطوير مختلف المرافق ذات العلاقة المباشرة بخدمة ضيوف الرحمن في المدينتَين المقدستَين، ولا شك في أن ضيوف الرحمن يشاهدون بأم عيونهم ما حدث وما يحدث من تطوير وتحديث لكافة المرافق الخدمية بمكة المكرمة والمدينة المنورة، ولعل المقارنات السنوية في تأدية تلك الخدمات والمشروعات الخاصة بها تُظهِر حجم الرعاية والاهتمام بالحرمين الشريفين، وضيوف الرحمن.
وهذا التوجّه الرشيد ليس جديدًا في حد ذاته، فقد التزمت به قيادات المملكة منذ تأسيس الكيان السعودي الشامخ على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - وأشباله الميامين من بعده وحتى العهد الميمون الحاضر، فقد تعهّدوا بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن؛ لإيمانهم المطلق بأن هذه الخدمة الجليلة تُعدّ تشريفًا لهم، وقد أدوا تلك الرسالة الإسلامية الكبرى على أفضل وأكمل وجه، وشهد المسلمون وما زالوا يشهدون بحسن أداء تلك الرسالة خدمة للإسلام والمسلمين، وخدمة لضيوف الرحمن وهم يؤدون شعائر فريضتهم الإيمانية في كل عام.