DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

بأي حال عدت يا عيد!!

بأي حال عدت يا عيد!!
ها هو عيد الأضحى المبارك يحلُّ اليوم على الأمتين العربية والإسلامية، وموجات من الفتن والأزمات والحروب تخيّم على بعض الأقطار والأمصار دون إيجاد الحلول الناجعة والقاطعة لإنهاء خلافاتهم الهامشية والارتفاع فوقها؛ ليعيش المسلمون في أمان واطمئنان وتنعَم شعوبهم بأمن لا يزال مفقودًا بفعل التطاحن والتناحر، وتغليب لغة السلاح على لغة الحِكمة والعقل، في خِضَم تلك الخلافات التي لا تزال قائمة تهمّش وحدة المسلمين وتكاتفهم وإعلاء كلمتهم انتصارًا لمبادئ وتعليمات وتشريعات عقيدتهم السمحة.
تعود هذه المناسبة الدينية الكبرى على الأمتين العربية والإسلامية وهم في أسوأ حال، حيث تكالبت على المسلمين قوى العدوان والظلم من جهات عديدة، وقد وجد الأعداء ضالتهم المنشودة في تفرّق المسلمين وضياع كلمتهم، فأشعلوا بين صفوفهم الفتن وألوان الطائفية البغيضة ليزدادوا ضعفًا على ضعفهم وهوانًا على هوانهم، وذلة على ذلتهم، فانتكاساتهم المشهودة أدت إلى تخلّفهم وذهاب ريحهم، وأعطت أعداءهم فرصة للنيل منهم، وتشويه الصور الناصعة لتعاليم عقيدتهم أمام الرأي العام العالمي إمعانًا من أولئك الأعداء لمناصبتهم ومناصبة عقيدتهم الكراهية والبغض.
فما أحوج المسلمين وهم يهنئون بعضهم بعضًا بعد تجمّعهم الكبير لأداء فريضة الحج للتفكير الجدي في أوضاعهم والعودة إلى أصول عقيدتهم الربانية لتحكيمها في كل أمر وشأن، فلن تقوم لشعوبهم قائمة ما لم يعودوا إلى تلك الأصول، وينهلوا من منابعها الثرّة لصناعة مستقبلهم الأفضل، ونشر عوامل العدالة والحرية والاستقرار داخل شعوبهم، والالتفاف حول عقيدتهم؛ لتسوية أزماتهم القائمة، فالابتعاد عن تلك الأصول هو السبب الرئيسي في تخلفهم وتشتتهم وتجاهل أصواتهم والقفز على حقوقهم.
لن تقوم للمسلمين قائمة ما لم يعودوا إلى تعاليم عقيدتهم لتحكيمها في نزاعاتهم وأزماتهم وتطاحنهم، فتلك التعاليم الربانية كفيلة بإنقاذهم مما هم فيه من تخلف وضياع، وإحياء تلك التعاليم سوف يضمن لهم المكانة التي يجب أن يصلوا إليها، ويضمن لهم احترام شعوب العالم وإكباره وتقديره وتثمينه لكل مواقفهم وتطلعاتهم، فأوضاعهم الحالية المزرية سوف تكون سببًا لتخلفهم، فهم يفقدون بذلك قوة كبرى تكمن في تعاليم العقيدة الإسلامية التي سادوا العالم بتمسّكهم بها قديمًا، وها هم يتخلّفون اليوم للتفريط فيها وتجاهلها.
مناسبة العيد فرصة سانحة تعطي للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها مساحة كبرى لتدارس أوضاعهم الحالية، والنهوض بمقدراتهم وتسوية أزماتهم بطرائق تضمن لهم توحيد كلمتهم، ولمّ شملهم، والوصول إلى أهدافهم وغاياتهم المرجوّة بكل اقتدار، فمَن ابتعد من المسلمين عن إحياء العقيدة فلا دنيا له ولا حياة، ومَن انتصر لها انتصارًا للحق فقد ذلّل أمامه مختلف الصعاب والتحديات، وتلك حقيقة ظاهرة يشاهدها المسلمون بأم أعينهم من خلال أوضاعهم المتردية وعثراتهم المتعاقبة التي لن ينهضوا منها إلا بالنهوض بعقيدتهم وتحكيمها في شؤونهم.