DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

المياه المعالجة.. أداة لدعم البيئة

المياه المعالجة.. أداة لدعم البيئة
حاليا، تتسابق كل بلدان العالم نحو توفير سبل الاستدامة لذاتها من المياه النقية والمياه الصالحة للشرب، وفي السبيل إلى ذلك تبرز مشكلة كبيرة تتمثل في إهدار كميات ضخمة وغير محدودة من هذه المياه في أغراض أخرى غير المخصصة لها، من نحو ري الحدائق والمتنزهات العامة وتخفيف حرارة الجو وتهبيط التربة ومناطق الأتربة ومسائل البناء وغير ذلك من صور كثيرة تتطلب استخدام المياه.
ومن أجل تخفيف الضغط على مصادر المياه النقية تم اللجوء إلى معالجة مياه الصرف الصحى ومن ثم دفعها في اتجاه الاستخدامات المختلفة والمتنوعة والمناسبة لها، والتي يأتي على رأسها سقي الحدائق والمتنزهات العامة فضلا عن إقامة أحزمة خضراء للمناطق العمرانية المأهولة والجديدة على حد سواء، وهو الأمر الذي أثبت نجاحًا كبيرًا جعل كل دول العالم تتسابق نحو تطوير منظومات المعالجة وأدواتها ودعم المشاريع المؤهلة لذلك، خصوصا في ظل الفقر المائي العالمي المتوقع تضخمه خلال العقود القادمة.
إن المياه المعالجة لا يتوقف أثرها الجيد أو استخداماتها لدى ري وسقي الحدائق والمتنزهات العامة والأحزمة العمرانية الخضراء، وإنما تبرز لتلك المياه استخدامات كثيرة أخرى من نحو الاعتماد عليها في فوهات الحرائق، والاعتماد عليها كذلك في رش التربة لخفض درجات الحرارة حول المناطق الصناعية ذات الإشعاع الحراري المرتفع، فضلا عن استخدامها في أماكن البناء وغير ذلك.
وفي هذا الإطار تبرز لنا المساحات النباتية والأحزمة الخضراء حول المدن كفلسفة جديدة متبعة في كافة أنحاء العالم وذلك تحت عنوان تعويض كوكب الأرض والنظام البيئي عما فقده وما زال من مساحات نباتية خضراء أثرت بشكل مباشر عليه وعلى المناخ وعلى التوازن بشكل عام، هذا العنوان السابق يأتي كعنوان كبير لما يمكن أن نستفيده من زراعة الأشجار والأحزمة الخضراء حول المدن.
أما الاستفادة المباشرة من الأحزمة الخضراء والمساحات النباتية في المدن وما حولها فيتمثل في خفض درجات الحرارة والمساهمة في بناء بيئة طبيعية متوفر بها الأكسجين في أفضل صورة، الأمر الذي ينعكس بكل تأكيد على صحة الإنسان وتعاطيه مع الحياة، هذا فضلا عن دعم الصورة الحضارية والتغذية البصرية وذلك بأن يرى الإنسان مدينته منمقة ومنظمة ومتواجدا بها مساحات خضراء جمالية تمكنه من الاستمتاع بالحياة وبما فيها.
إن استخدام المياه المعالجة في دعم هذه الرؤية الحضارية للمدن هو أمر يمثل الكثير من ناحية رفع الضغط عن المياه النقية وتخصيصها فقط من أجل الإنسان وما يتعلق بمأكله ومشربه وحياته الصحية، هذا فضلا عن حفظ حقوق الأجيال القادمة في الحصول على مياه طبيعية نقية دون الدخول في احتمالات الفقر المائي والعطش وما إلى ذلك.
إن مكافحة التصحر هو أمر لابد جميعا أن ندعمه ونساهم في إقراره عبر الوعي جيدا لأهمية المياه المعالجة في هذه المكافحة، وعبر الدعم المعنوي على الأقل للمشاريع المؤدية لذلك، والدور المنوط بالمجتمع المدني والجمعيات الخيرية في هذا الاتجاه هو دور مقدر ويمكن أن يتمثل في زراعة النباتات المختلفة والأشجار والمساهمة جنبا إلى جنب مع الدولة في توسيع رقعة الأحزمة الخضراء ودعم تنوعها الطبيعي بما يؤسس لخفض درجات الحرارة أكثر ودعم الشكل الحضاري للمدن بالإضافة إلى دعم النظام البيئي والبيولوجي بشكل عام.