هناك بالفعل عدد كثير من الموظفين الحكوميين عملوا قبل تقاعدهم وغيرهم لا يزال يعمل بضمير حي، يخدم هذا دون حاجة في نفسه، ويفزع للثاني دون مصلحة تجمع بينهما. لكن في الجانب الآخر وللأسف الشديد هناك من يعامل المراجعين وكأنهم خدم عنده، ينهر هذا ويهين ذاك ويتعالى على الجميع ويمشي بينهم وكأنه طاووس، ناهيك عن بعض موظفي الحكومة ممن استغلوا كراسيهم ومناصبهم لتحقيق طموحات غير مشروعة دون ضمائر تؤنبهم.
كما قلت ففي كل بلد وكل مجتمع هناك الصالح والطالح ويبقى الضمير الحي هو الخيط الرفيع الفاصل بينهما. وفي ظل هذا الواقع فإن فكرة «المراجع الخفي»، هي بلا شك فكرة ستساهم كثيرا في الكشف عمن يعمل بضمير وشرف، وتفضح من يستغل منصبه الحكومي للتسلط على عباد الله، أو تحقيق مصالح شخصية. ولا أستبعد أن يكون لتفعيل هذه المبادرة دور في تسهيل الكثير من المعاملات الحكومية، لأن الفاسدين يعقدون كل شيء ويقفلون كل الأبواب في وجوه المراجعين لتبقى المفاتيح في أيديهم دون غيرهم.
لكل موظف حكومي عمل بضمير وترك العمل، أو لا يزال على رأس العمل يعمل بضمير حي، أقول لهم لا تنظروا لما حققه الفاسدون من مال أو جاه، بل انظروا لمن عمل وترك عمله حاملا معه شهادة محبة الناس واحترامهم له بعد ترك منصبه.
ولكم تحياتي ..