قد يحدد كل واحد منا هذا التوازن بين العمل والحياة بطرق مختلفة، فما نحتاجه عندما نكون عزابا يختلف عن الذي نحتاجه عندما نكون متزوجين. وكذلك، ما نحتاجه عندما يكون لدينا أطفال يختلف عند البدء للتو في وظيفة، أو حين الاستعداد للتقاعد.
باختصار، لا يوجد توازن مثالي يناسبنا جميعا. ان أفضل توازن بين العمل والحياة هو الذي تحدده أنت لنفسك، لأننا جميعا لدينا أولويات وأهداف مختلفة نحتاج إلى تحقيقها في حياتنا.
لمساعدتنا على تحديد التوازن المناسب بين عملنا وحياتنا الشخصية، من المفيد أن نسأل أنفسنا ثلاثة أسئلة مهمة:
• ما الذي تريد فعله حقا في حياتك المهنية والشخصية؟ عندما تجيب على هذا السؤال، ستكون قد حددت أهدافك المهنية وأهدافك في الحياة، وهذا سيمكنك من الحصول على أهداف ملموسة وقابلة للقياس يمكنك البدء في العمل عليها.
• لماذا تريد تحقيق هذه الأهداف؟
يسمح لك طرح هذا السؤال بأن تفهم أن السبب الحقيقي وراء طموحك هو النمو والتقدم المستمر في حياتك المهنية وبناء مستقبل أفضل لعائلتك. هذه هي أهم العوامل التي تؤثر على سعادتك ونجاحك، لأنها هدفك الحقيقي وسبب وجودك في الحياة.
• كيف ستحقق أهدافك؟
بعد تحديد أهدافك، يحين الوقت لرسم خريطة توضح كيفية الوصول إلى وجهتك، بما في ذلك العمل على تطوير نفسك مهنيا وشخصيا. هذه هي الطريقة التي يتم بها تحقيق الأهداف، حيث سيقودك تحديد الأهداف والتعلم وممارسة المهارات والسلوكيات الجديدة في تحقيق ما كنت تصبو إليه.
التوازن بين العمل والحياة الشخصية مهم بالنسبة لنا لأنه يؤثر مباشرة على سعادتنا. إذا وجدنا معنى لعملنا، وحققنا الرضى في حياتنا الشخصية، يمكننا تقليل الإصابة بالإرهاق وزيادة الدافع للوصول إلى أهدافنا.
الأشخاص الذين لا يستطيعون التحكم في توازنهم بين العمل والحياة الشخصية يمكن أن يغيب عن بالهم ما هو مهم حقا. وبمجرد أن تضيع العلاقة مع احتياجاتك الشخصية في الحياة، فإن الإجهاد الاعتيادي الناتج عن ضغط العمل قد يصبح غير محتمل.
تعلم كيف تكون سعيدا هو أحد أهم المهارات التي يمكنك تعلمها. المهارات المناسبة لإدارة الوقت وتحديد الأهداف هي ببساطة أدوات تساعدك في ضبط وقتك نحو أفضل توازن بين العمل والحياة بالنسبة لك.
بالطبع، لا توجد طرق مختصرة لنجاح كبير في حياتنا المهنية. سواء في المنزل أو في العمل، فنحن بحاجة إلى البدء مبكرا، والعمل بجدية أكبر، والبقاء لمدة أطول لتحقيق أهدافنا. لكل فرد هدفه الخاص وجدوله الزمني، وهذه الخطوات السابقة مهمة للغاية للحصول على استراتيجيتنا الخاصة بالتوازن بين العمل والحياة الشخصية.
ومع ذلك، فإن أهدافنا قابلة للتحقيق مهما كبرت. وكما قالت إليانور روزفلت، السيدة الأميركية الأولى السابقة، «إن المستقبل يخص أولئك الذين يؤمنون بجمال أحلامهم».
لذا دعونا نحصل على توازننا الصحيح من أجل تحقيق أحلامنا.
