DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كندا وزلة القدم

كندا وزلة القدم
حتى في الدبلوماسية، وعلاقات الدول ببعضها يمكن أن نتوقع ما يمكن أن نسميه بـ«زلة القدم». ويجب التأكيد ان مثل هذه الزلات يكون ثمنها فادحا، ويساهم بصورة مقصودة، أو غير مقصودة في التأثير سلبا في مسيرة مستقرة، وطبيعية وهادئة للعلاقات بين الدول.
تعبير «زلة القدم» ليس من عندياتي ولكني استعرته مباشرة من الصحافة الكندية التي انتقدت بشكل علني موقف السيدة وزيرة الخارجية في الحكومة الكندية ووصفته بـ«زلة قدم»، وذهبت التحليلات الصحفية المشابهة إلى أبعد من ذلك عندما حذرت من استخدام وسائل التواصل الحديثة في العلاقات الدولية، وخصوصا في التعبير عن المواقف الدبلوماسية للدول تجاه دول أخرى.
حقيقة هذه الازمة جعلتني أعيد تواصلي مع صديق قديم يقيم في كندا يهتم بالأخبار ووسائل الاعلام، ويركز على تخصصه في العلوم الاقتصادية، وله نظرته الخاصة في التطورات السياسية، وسبق أن نصحته مرارا أن يكتب، ويعبر عما يراه ولكنه كان دائما يركن إلى القراءة، والتأمل، والتحليل. سألته هذه المرة إجمالا: ما الذي يحدث؟ وما هي توقعاته؟ وفزت منه بكلام كثير أورد أجزاء منه هنا بعد أن سمح لي بذلك. عموما صديقنا العزيز هو من أكد لي موقف الصحافة الكندية الناقد لموقف السيدة وزيرة الخارجية، واهم من ذلك غاص بي إلى ابعاد أخرى من الأزمة، أهمها أن الرسالة السعودية القوية، برفض التدخل في الشؤون الداخلية وصلت، وتجاوزت مرحلة الوصول إلى مرحلة التفهم لدى قطاع واسع من الناس في كندا، ممن تتأثر مصالحهم، وأكد لي أن قطاع الطب العام وجه خطابا إلى رئيس الوزراء طالب الناس فيه الحكومة بالتحلي بروح الحكمة، والعودة عن التصريحات التي لا تخدم مصلحة كندا، وتسيء لشريك سياسي واقتصادي مهم في منطقة الشرق الأوسط. قال: القطاع الصحي من القطاعات التي نالتها الصدمة، فيوجد 1998 طبيبا عاما من السعوديين ينتشرون في المستشفيات العامة الكندية، وسحب هذا العدد بهذه الصورة يسبب أزمة حقيقية في هذا القطاع الجوهري.
من ناحية سياسية ومع الصرامة الشديدة التي أبدتها المملكة بدأت أصوات السياسيين والكتل السياسية في المعارضة الكندية ومن المحافظين بانتقاد الحكومة علنا، وأبعد من ذلك تأييد موقف المملكة بصورة واضحة، وبالذات تظهر مخاطر التصعيد في الإشارة إلى الصفقات المعروفة والموقعة بين البلدين والتوجس من أن تتأثر بأجواء الشحن والتصعيد. وبدأت المقالات تطرح خطورة تلك العواقب على الاقتصاد الكندي الذي يعاني من بعض العقبات في تعاملاته التقليدية مع الجانب الأمريكي، وقد رسم خططه للاعتماد على تعاون مواز في منطقة الشرق الأوسط والمملكة جزء منه.
ناحية أخرى لفت إليها الزميل القدير وهي أن كندا أصبحت على وشك خسارة أكبر شريكين لها في المنطقة، المملكة وهي الأول في علاقاتها التجارية مع كندا ثم دولة الامارات العربية المتحدة، وهي الشريك الثاني. ويعرف الكنديون مدى قوة العلاقة بين الجانبين، علاوة على أن الامارات أعلنت مساندتها للمملكة مثل غيرها من الدول والقوى الدولية. وأكد لي الزميل الفاضل أن عدد الدارسين السعوديين الضخم في كندا كان احدى المحطات التي تحركت من خلالها كثير من القوى، حيث سعت بعض الجهات المشبوهة إلى التأثير على الطلبة وتخويفهم بضياع مستقبلهم، ولكن الكثير منهم اتصل بالسفارة، وبالمسؤولين السعوديين لبيان حقيقة ما يتلقونه من اتصالات. قناة الجزيرة الفضائية سعت للحصول على تعليقات من الطلبة السعوديين على مختلف مستوياتهم الدراسية بحجة انها تريد اعداد تقارير إعلامية سياسية عن الازمة، وأكد لي أن الكل رفض الحديث مع عشرات المندوبين الذين قدموا انفسهم للطلاب على انهم صحفيون في الجزيرة. وبعد تصريحات رئيس الوزراء الكندي الأخيرة بالبحث عن وساطة لحل الخلاف مع المملكة قال الزميل: الوضع يسير إلى التبريد، والدرس السعودي وصل.