DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

العاصمة والحاجة لموقع تراثي

العاصمة والحاجة لموقع تراثي
تعتبر العاصمة الرياض وجهة سياحية مهمة للكثير سواء داخل المملكة أو خارجها، ويقصدها الزوار بشكل مستمر؛ للاطلاع على ما تحظى به من تنوع وثقافات مختلفة تبهر الزوار. يحدثني أحد الزملاء من خارج الرياض أنه يحرص في نهاية كل أسبوع على زيارة العاصمة مع عائلته للتمتع بأسواقها ومتاحفها ومطاعمها التي تجذب السائح بشكل لا يستطيع معه مقاومة هذا الجذب المبهر الذي يزداد يوما عن يوم، ما أن ينقطع عن هذه المدينة عدة أشهر يجد اختلافا واسعا عندما يعود إليها.. كيف لا وهي عاصمة المملكة العربية السعودية.
هذا الرداء المتلألئ الذي ترتديه الرياض من شمالها إلى جنوبها يحتاج إلى تخصيص موقع تراثي يحفظ الطابع العمراني لهذه المدينة من خلال ترميم حي نموذجي على الطراز الهندسي القديم وكيف كانت أسواقها وأزقتها ومنازلها وسكانها وأبرز حاراتها بمسمياتها القديمة وأسوارها وبواباتها والأسر التي سكنت في تلك الفترة مع تعريف تاريخي بتلك المعلومات حتى لا تندثر مع الزمن.
من يتابع سناب شات يجد الكثير من الاجتهادات التي يطلقها بعض مهتمي الحديث عن تاريخ العاصمة ويستندون في ذلك إلى بعض الأشخاص قليلي الخبرة بتاريخ الرياض أو ربما ليسوا من أهلها الأصليين وكما يقول المثل (أهل مكة أدرى بشعابها) ويدلون بمعلومات تنافي الواقع وربما أخذها البعض على أنها حقائق ولكن في حال وجود نموذج مصغر لحي سكني يشتمل على جميع المعلومات الموثقة بالتأكيد سيقطع جميع الاجتهادات التي تخالف الواقع بالإضافة إلى أنه سيصبح معلما سياحيا يجتذب زائري هذه المدينة الكبيرة.
هذه الأفكار ليست جديدة في السعودية فقد سبق أن زرت مدينة «أشيقر» (170 كيلو متر شمال الرياض) بغرض زيارة المدينة التراثية التي تم ترميمها وهي حي كامل على طراز البناء القديم تم تجهيزها وتحولت لمزار سياحي يفد إليها الزوار من جميع أنحاء المملكة، وأيضا يوجد موقع مشابه في مدينة «سدوس» (60 كيلو مترا شمال غرب الرياض) وموقع آخر في إحدى مدن سدير وجميعها تم ترميم أحد الأحياء القديمة وبعض الدكاكين بطابعها المعماري التراثي لتشكل مزارا مهما للمنطقة يقطع التكهنات والاجتهادات غير الصحيحة عن تاريخ هذه المواقع.
أعتقد من المهم وجود مثل تلك الأفكار في العاصمة قبل أن تصل يد التحديث والتطوير إلى جميع الحارات والأزقة القديمة التي أوشكت على الاندثار تحت وطأة النمط العمراني الحديث بما تشتمل عليه من مسميات ودكاكين وحرف لتظل في ذاكرة الجيل الجديد الذي لا يعلم عن تلك الفترة شيئا؛ بسبب النقلة الهائلة التي تعم كافة أرجاء المملكة، ولا يمكن أن تنطبع المعلومة وتتوثق في الأذهان إلا بمحاكاة الواقع.