«فاني هاري» خبيرة طبخ وصاحبة مدونة شهيرة في هذا المجال، وهي ناشطة بيئية ومهتمة بالشؤون الصحية والطبخ الصحي. على مدى سنين عديدة جاهدت «فاني» لتغيير نظام الغذاء السيئ إلى النظام الغذائي المتوازن والبعيد بقدر المستطاع عن المكونات الضارة. مؤخرا قررت إنشاء خط منتجات خاص بها لتقدم منتجات صحية للناس، ولكنها فتحت على نفسها بابا لم تكن تتخيل ما يختبئ خلفه.
بدأت القصة عندما كانت بصدد البحث عن مسحوق بروتين البازلاء العضوي، اتصلت على الشركة المنتجة وسألتهم هل حصلتم على اعتماد من هيئة الغذاء الأمريكية للأطعمة العضوية؟ فأجابوها بنعم، سألت السؤال الثاني وهو هل اجتزتم اختبارات المعادن الثقيلة؟ فأجاب الموظف بنعم، قالت حسنا أرسلوا لي عينة لكي أقوم بفحصها. وهنا كانت الصدمة، لأن المنتج لم ينجح في أي من اختبارات الجودة، وتكررت نفس العملية مع مورد ثان، وثالث، ووصلت لحد 52 منتجا يقول أصحابه بأنه شيء، وتقول الاختبارات بأنه شيء مختلف تماما.
وأيضا اكتشفت أن أحد الموردين لأحد المنتجات لا يضع أي تحذير على منتجاته بنسبة الرصاص التي يحتويها، رغم أن نسبة الرصاص لديه تساوي 22 ضعف الحد المسموح له. كشخص مهتم في صحته أنت لديك الحق في معرفة ما يحتويه طعامك سواء كان طبيعيا أو لا، ونسبة المعادن الثقيلة في الأطعمة قد تعني الفرق بين حياة صحية وحياة قد يشوهها السرطان.
لحسن الحظ تابعت «فاني» بحثها وعثرت على مصدر بروتين بازلاء عضوي لأن مورده كان مخلصا في عمله وتخلص من قشرة البازلاء وبالتالي كان البروتين ناجحا في كل الاختبارات، هذا قد يعني زيادة في السعر ولكن المنتج النهائي يستحق ما يكتب عليه.
خلاصة القول، نحن نشتري الكثير من المنتجات التي يكتب عليها «عضوي» بمبالغ عالية ونعتقد أنها أكثر صحية من الأخرى! لكن الحقيقة أن ما يكتب على العبوة ليس بالضرورة هو الحقيقة، قد لا يكون من السهل علينا إجراء اختبارات ولكننا نأمل من الجهات المختصة مراقبة التجار والموردين الذين لا يخافون الله ويقومون بالغش في ما يكتبون على ملصقات منتجاتهم، وإلا فإذا انعدمت المصداقية، فستكون صحة الناس هي المتأثر الرئيسي من عملية الكذب والاحتيال هذه، والصحة هي أغلى ما نملكه جميعا.
