مكاتب الخدمات ليست بعيدة عن حكاية (التسلق والتألق) أحد الزملاء ذهب إلى واحد من أشهر مكاتب الاستقدام لإحضار عاملة منزلية من إحدى الدول الآسيوية، يقول الزميل، على الرغم من كثرة مكاتب الاستقدام والتفاوت في الأسعار والمدة المطلوبة لإحضار العاملة، لكنه أصر أن يتعامل مع نفس المكتب، الذي تمتد علاقته معه الى أكثر من 15 سنة من الاحترافية والدقة في المواعيد وكل عاملة منزلية تصله عن طريق ذلك المكتب يجدها مستوفية لكل الشروط.
وهذا بحد ذاته سبب منطقي لترك كل المكاتب والتعامل مع ذلك المكتب، قيل له سوف يستغرق وقت لاستقدام من شهر ونصف الشهر إلى شهرين، وتم الاتفاق، انتهت المدة ولم تصل عاملته كما تم الاتفاق، وبدا رحلة (المرمطة) ومع كل زيارة للمكتب، يستمع لعذر جديد، يقال إذا عرف السبب، بطل العجب، اكتشف الزميل أن المكتب ليس ذلك المكتب الذي يتعامل معه، الغريب في الأمر أن المكتب الجديد قد استغل انتقال المكتب القديم الى مكان آخر وفتح مكتبا في نفس المنطقة، وهنا لن يستغرب العميل عندما يصل إلى نفس المكان ويجد نفس المكتب!
تتفاوت وتتنوع طرق التسلق، منهم من يخادع العميل في المسميات كما ذكرت في بداية المقال، وهناك من يؤجر مستودعات بعيدة عن الرقابة بحيث يقوم باستخدام مسميات علامات تجارية (للماركات) المشهورة ويلصقها ببضاعته لترتفع السلعة الرخيصة والرديئة عشرات أضعاف قيمتها الحقيقية، وما حدث مؤخرا عندما كشفت وزارة التجارة في منطقة الرياض أحد المستودعات يقوم بعمليات تزوير للماركات العالمية، مثال واحد من عشرات إن لم تكن مئات الأمثلة، لمن باع دينه ومات ضميره لتحقيق أحلام الثراء بغض النظر عن الوسيلة الموصلة للكسب.
علينا كمستهلكين أن نكون عون وعيون اخواننا من مراقبي الغش التجاري ونحذر عند الشراء والبحث والتقصي حتى لا نكون أرضا خصبة لمنتهكي نظام العلامات التجارية ومنتهكي حقوق الملكية الفكرية.