DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الشباب والتهور

الشباب والتهور
لو عدت بذاكرتي لسنوات الشباب التي عشناها، لما وجدت فيها فوارق كبيرة في نظرتنا آنذاك للحياة والانطلاق وحب المغامرة، وبين ما يعيشه الشباب في وقتنا الحاضر. فهذه «سنة» الشباب في كل زمان ومكان. فالشاب لديه طاقة كبيرة، وإقبال على الحياة، ورغبة في إبراز الذات. في مقابل فراغ قاتل، مما قد يدفعه لإفراغ طاقته، والترويح عن ذاته، ولو بطريقة قد تعرض حياته وحياة غيره للخطر.
لست هنا ومن خلال ما أشرت إليه، أبحث عن مبررات لتجاوزات بعض الشباب المتهورين، بل لأسلط الضوء على قضيتهم، وأساهم في تشخيص «هوسهم» كي يسهل علاجهم. فمع أنني متحمس لإنزال أقصى العقوبات على كل شاب يهدد حياة الناس، وينشر الفوضى، ويبث الرعب في نفوس الصغار والكبار، إلا أنني أيضا مع ضرورة دراسة حالة كل شاب على حدة، لمعرفة الأسباب والخلفيات التي أثرت فيه وعليه، حتى بات عنصرا مؤذيا في المجتمع. على أن يقوم بهذه الدراسة متخصصون في علوم النفس، والاجتماع، والجريمة، والتربية، والانحراف السلوكي. فالعقوبات مثلها مثل المسكنات مهما كانت قوية وفعالة قد تساعد، إلا أنها حتما لا تعالج الظاهرة أو تحل المشكلة من جذورها.
في شهر رمضان الماضي نجحت الجهات الأمنية في القطيف، في حجز ستين مركبة كان يقودها شباب في كورنيش سيهات، بعد أن قاموا بالتفحيط، ونشر الفوضى، وترويع الناس وتعريضهم للخطر، وهي جهود محل تقدير واحترام. ورغم أن أولئك الفوضويين الذين قاموا بتلك الأعمال الخطيرة، قد نالوا عقابهم وفق قوانين المرور والسلامة والأمن وأحكام الشرع، إلا أن من المهم أيضا، أن تتولى لجان متخصصة دراسة الأسباب التي وقفت خلف جنوحهم، وقيامهم بأعمال خطيرة قد تضرهم وتضر غيرهم.
العقاب وحده وإن كان رادعا لكل من تسول له نفسه العبث بأمن الناس وحياتهم، إلا أنه ليس بالعلاج الكافي.
ولكم تحياتي