موضوع الإرهاب ومعاناة دول العالم معه يطول، إذ أضحى مصطلح «الإرهاب» من أكثر الاصطلاحات شيوعاً في العالم، فهو جريمة من ابشع الجرائم في التاريخ، فهو لا ينسب لدين، ولا يختص بقوم، وهو ناتج عن التطرف الذي لا يكاد يخلو منه مجتمع من المجتمعات المعاصرة، فالإرهاب هو العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيًا وعدوانا على الإنسان ويشمل أنواع التخويف والأذى والتهديد والقتل بغير حق، وما يتصل بصور الحرابة، وإخافة السبيل، أو قطع الطريق، أو كل فعل من أفعال العنف أو التهديد الذي يهدف إلى إشاعة الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم أو أحوالهم للخطر أو إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد المرافق والأمـلاك العامة أو الخاصة، أو إلحاق الضرر بالمنشآت من خلال السلوك الإجرامي جراء ما تفعله هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة من أعمال تخريبية.
التطرف والعنف والإرهاب ليس من الإسلام في شيء رغم ما تدعيه بعض الدول أو بعض المجموعات، ومن تأمل مصدري الشريعة الإسلامية، كتابَ الله الكريم وسنةَ نبيه، فلن يجد فيهما شيئًا من معاني التطرف والعنف والإرهاب، الذي يعني الاعتداء على الآخرين دون وجه حق.
تضيق المساحة هنا للحديث بإسهاب عن أسباب وتداعيات الإرهاب ولكن أستطيع القول إن التربية والتعليم ومناخ المجتمع الذي تتكون فيه مدارك الإنسان الحسية، أساس تثبيت التكوين الفطري عند الإنسان. فأي انحراف أو قصور في التربية يكون البداية الأولى التي ينطلق منها انحراف المسار عند الإنسان، كما للأسباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تأثير مباشر على سلوك الإنسان وردة فعله مع الأحداث.
ملف الإرهاب من أخطر التحديات التي تواجهها المجتمعات في عصرنا، وخاصة في ظل تعقيدات الأزمات وتشابك المصالح، إذ لا يبدو مجتمع أو دولة أو ساحة بمنأى عن مخاطر الأعمال الإرهابية وتداعياتها، وإن تفاوتت المخاطر بين بلد وآخر ومرحلة وأخرى.
هنا في المملكة العربية السعودية تشن حربا على الإرهاب للقضاء عليه والتخلّص منه، وذلك من خلال عدة وسائل كان أبرزها الوسائل الإعلامية التي هدفت وما زالت تهدف إلى توعية الناس بخطر هذا السرطان والحرص على توطيد مفاهيم الوسطية والاعتدال، وتنشئة أجيال سليمة والتشجيع على الحوار والتواصل وعدم الانقياد وراء جماعات مجهولة ومستترة من خلال الشبكة العنكبوتية.