DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

المملكة وخدمة الحجيج .. الرسالة والاحتراف

المملكة وخدمة الحجيج .. الرسالة والاحتراف
دأبت قيادات هذه البلاد منذ عهد الملك المؤسس -رحمه الله- على جعل مسألة تطوير خدمات المشاعر المقدسة عنوانا رئيسا لكل من يتولى مقاليد الحكم، يُباشره بنفسه، ويُسخر له من الجهد والمال والوقت ما يليق بمقدسات أعظم الأديان وخاتمها، وصولا إلى تشرف الملوك بلقب خادم الحرمين الشريفين اتساقا مع ما يولونه هذه المقدسات من العناية والرعاية، إلى درجة أنه ومنذ الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وحتى اللحظة، لم يمر عام واحد دون بناء توسعات جديدة أو اعتماد مشاريع لخدمة ضيوف الرحمن، حتى أصبح لكل ملك بصمته في مشاريع المدينتين المقدستين، ولكل ملك دوره في هذا التمام التراكمي من النجاحات التي حظيت بإشادة جميع المنصفين ممن وقفوا على حقيقة جهود هذه الدولة وقياداتها المتعاقبة في خدمة المقدسات، ورعاية الحجاج والزوار والمعتمرين، ذلك لأن المملكة تدرك أنها حين شرفها الله بهذه الميزة العظيمة لتكون قبلة الإسلام، وحاضنة مقدساته، ومهبط وحيه، وموئل أفئدة أكثر من مليار وثمانمائة مليون مسلم في مشارق الأرض ومغاربها، فإنها بالتالي لا تتعامل معها كخدمة، وإنما كرسالة أولا وقبل كل شيء، وهذا ما لا يحتاج إلى دليل، إذ يكفي أن يضع الملك نفسه خادما لهذه المقدسات على سبيل احترام هذه الرسالة وتقديرها بما تستحق من الاهتمام، إلى جانب وقوفه شخصيا في موسم الحج كل عام على سير أعمال الحج من داخل المشاعر، إلى جانب كافة قيادات الدولة ووزرائها، حيث يتم توجيه كل طاقات الدولة وأجهزتها المدنية والعسكرية والخدمية لخدمة ضيوف البيت الحرام، والتي استطاعت أن ترتقي إلى مستوى الاحتراف الذي أذهل العالم، بقدرته على استيعاب ما يقارب الثلاثة ملايين حاج سنويا، واستيعابهم في مشاعر منى وعرفة ومزدلفة، وكلها مواقع ضيقة جغرافيا، ولكنها واسعة وفضفاضة خدميا وبقلوب وأيدي السعوديين الذين حولوا ضيق المكان والحيز إلى ساحات واسعة من الهدوء والأمن والسكينة والخدمات اللائقة لكل ضيوف الله، وكل هذا خلال بضعة أيام قد لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، حيث تنصرف الدولة بكل إمكاناتها الضخمة، ومقدراتها، وبكل طاقاتها ابتداء من رأس الهرم فيها، وحتى أصغر جندي، وأصغر مواطن، لتجعل مما يُفترض أنه المهمة المستحيلة، شهادة النجاح الأغلى التي يمهرها ضيوف الرحمن بصادق مشاعرهم، ويعلقها السعوديون كل عام على جبين التاريخ.