وأحببت هنا أن أعود للموضوع وما زال بقلبي هذا الامتنان والإعجاب العظيمين للممرضة السعودية- والممرض طبعًا لكن هنا تناول خاص بالإناث لأمر جلي- إن الممرضة السعودية بعد ذاك المقال القديم تخطت بشجاعة وصلابة وذكاء- وهذا طبع مسجل لبناتنا أرجو أن يحافظن عليه- كثيرًا مما توهمناه. والآن نسمع عن نجاحات بل وتضحيات قامت بها ممرضات سعوديات حتى صار الخبرُ معتادًا.
ولكني أعود للإخوة الناصحين الكرام، وأعيد لهم الكرة بملعبهم، وأدعي أنهم هم من فكروا بالغرب ربما أكثر مني، لأن بذهنهم التاريخ القريب للتمريض الأوروبي وريادة الممرضات الانجليزيات له من الحرب العالمية الأولى.
ويقول الإخوة بالخطاب إن رفيدة الأسلمية التي اتفق أنها أول ممرضة بالإسلام واعتبرها وبلا أن يرف لي رمش أنها أول ممرضة حقيقية بالعالم، يقولون انه بولغ بأمرها، وتحفظوا على أنها تكشف على الرجال بالسائد اليوم.
وهذا أعجب ما سمعت. اذا تم الاعتراف برفيدة- حتى وإن بولغ بأخبارها كما قالوا.. فنتفق أنها صحابية رافقت الرسول -صلى الله عليه وسلم- في بعض غزواته.. فكيف لا تكشف على الرجال وتضمد جروحهم وليس في المعارك إلا الرجال؟!
إن بناتنا الممرضات تجري بهن دماء جدتهن الكبرى الصحابية رفيدة. بل إن في عدة مراجع موثقة عن الطب عند العرب، ما يشير إلى أن رفيدة ليست فقط ممرضة، بل جراحة أجرت عمليات فعلية للجرحى، وأتت بطرق جديدة في الجراحة. بل رفيدة برأيي هي رائدة التمريض الإكلينيكي، فقد فتحت عيادة حقيقية مثل العيادة العصرية حيث نصبت خيمتها الشهيرة التي بها الاستقبال والتشخيص والعلاج والمتابعة مع صحابيات أخريات. وعاكست أباها في العمل العلاجي بالتربح، فكانت إذن الرائدة الأولى بالتاريخ في التمريض والتطبيب التطوعيين.
أقول فلنقارن ممرضاتنا ليس بالتمريض الغربي، ولكن بما كانت تفعله وتقوم به الصحابية الممرضة والجراحة الطبيبة رفيدة.. وإن خالفتها ممرضاتنا اليوم في شيء، فأنا معكم بل أولكم، سأكون لهن من اللائمين.
مرة أخرى فخري بلا حد بالممرضة السعودية.