DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

المملكة وفلسطين.. تاريخ لا يمكن تشويهه

المملكة وفلسطين.. تاريخ لا يمكن تشويهه
تظل علاقة المملكة مع قضية العرب الأولى في فلسطين، ركنًا محوريًا وثابتًا في إستراتيجية الدبلوماسية السعودية المبدئية، والتي ضحت من أجلها بالغالي والنفيس، وقدمت تاريخيًا من دماء أبنائها ـ قبل أموالهم ـ ما لا يستطيع أن ينكره أي «مزايد» طيلة قرابة سبعة عقود.. بدءًا من نكبة العام 1948 وحتى الآن.. ربما لسنا في حاجة لتكراره أو إعادة سرده؛ لأن التاريخ الموضوعي والمنطقي هو الوحيد المتكفل بذلك.
وحتى مع بوادر إمكانية تحقيق السلام، واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة على أرضه المحتلة، كانت مبادرة السلام العربية التي طرحتها المملكة وتبنتها قمة فاس بالمغرب عام 1981، على لسان الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله، عندما كان وليًا للعهد، مدخلًا ملائمًا وقتها لتأكيد حرص العرب على السلام الشامل، وهي ما تجددت لاحقًا تحت اسم «مبادرة الملك عبدالله للسلام» المقدمة إلى مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة المعقودة في دورته العادية الرابعة عشرة (2002) كخطوة مهمة من أجل «سلام ممكن» ينهي الصراع العربي الإسرائيلي بشكل كامل، وفي المقدمة منه القضية الفلسطينية.
صحيح أن التعنت الإسرائيلي كان عصا غليظة في دولاب كل الحلول الممكنة والمعقولة، ولكن الرؤية السعودية، كانت ولا تزال ترى أن السلام الشامل، لا بدّ أن يسبقه إنهاء كامل لكل الاحتلالات الإسرائيلية لأي أرض عربية، وهذه تحتاج بالمقام الأول، لزعيم إسرائيلي «شجاع» على قدر الشجاعة العربية التي مدت أيديها للسلام أكثر من مرة.
كانت المملكة ـ ولا تزال ـ عبر كل المواقف، الخيمة الحاضنة للقضية الفلسطينية، تقدم كل الدعم والجهد، رغم «الجعجعات» المتناثرة المثارة حاليًا حول ما توصف بأنها «صفقة القرن» على حساب القضية والشعب الفلسطيني الشقيق، من قبل جهات هي أول من فرطت في «القضية» وأقامت علاقات بأشكال متعددة مع الكيان المحتل، بل كانت أبواقها وأذرعها الإعلامية، أول من أدخلت قادة ومسؤولي هذا الكيان إلى بيوتنا العربية، وعلى الهواء.!
وهنا، كان ما كشفه سفير فلسطين في الرياض، مؤخرًا، من أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، أكد للرئيس محمود عباس، أن المملكة لن تقبل أبدًا إلا ما يقبله الفلسطينيون أنفسهم، وسترفض ما يرفضونه هم أولًا، وأن المملكة لن تقبل أي خطة سلام، تهمل الموقف الفلسطيني بشأن وضع مدينة القدس المحتلة، وعودة اللاجئين، دليلاً آخر، وبلسان فلسطيني رسمي، يدحض كل المزاعم والأكاذيب التي يتم الترويج لها لتشويه الموقف السعودي الناصع تاريخيًا وأزليًا.
سياسة المملكة لا تعرف المساومة، ولا اللعب من تحت الطاولة، وقادة المملكة منذ تأسيسها يعرفون جيدًا كيف تكون المواقف المبدئية، التي ربما لا يسمع عنها بعض الصغار.!