DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

منظمة التعاون الإسلامي ونشر الوسطية

منظمة التعاون الإسلامي ونشر الوسطية
عانى أغلب دول العالم من التطرف الذي يلف الديانات جميعا ولم يخل أي مجتمع من أفراد أو جماعات تنشر الكره والحقد وإثارة الفتن سواء بين أفراد المجتمع الواحد أو بين أتباع الديانات المختلفة وللحق فإن المملكة تعتبر من الدول التي عانت من الارهاب فترة من الزمن واستطاعت ولله الحمد محاربته وتجفيف منابعه بعدة طرق منها الضرب بيد من حديد أو تصحيح الأفكار والمفاهيم الخاطئة التي اعتنقها البعض معتقدين أنها الطريق السليم وتراجعوا عنها بعدما تبين لهم انحرافهم عن الطريق القويم.
السعودية بحكم موقعها الديني يقع على عاتقها هذا العبء الكبير حيث تقود مفهوم تأكيد ونشر قيم الوسطية والاعتدال والدعوة للتعايش السلمي بين كافة الشعوب مما أعطى صورة إيجابية عن المملكة التي تنتهج المنهج الوسطي المعتدل في سلوكها وتعاملها محليا ودوليا، وتأتي أهمية نشر أفكار الوسطية والاعتدال في المحافل الدولية وإبرازها لأن المطلع على التاريخ البشري يدرك ان المعارك المستقبلية ربما تكون فكرية بحتة في المرحلة الأولى ولذلك لابد من مواجهتها في مهدها للجم فتيل النزاعات التي ربما تصاحبها لاحقا وأيضا للتأكيد أن هناك سعيًا للتقبل والتجديد مما لا يتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية الصالحة لكل مكان وزمان.
المملكة تنبهت لهذا الأمر بحكم معاناتها السابقة وأنشأت العديد من المبادرات للتنبيه وتصحيح الكثير من الأفكار التي ربما يعتنقها البعض بجهل أو عدم دراية أو تغرير مثل مركز الحرب الفكرية وهو مركز عالمي يتبع وزارة الدفاع ويختص بمواجهة جذور التطرف والإرهاب وترسيخ مفاهيم الدين الحق وما سبقه أيضا من تأسيس تحالف إسلامي لمكافحة الإرهاب خلاف المؤتمرات والندوات التي تؤكد على هذا الجانب.
منظمة التعاون الإسلامي من الجهات المهمة التي يقع عليها عبء كبير في تصحيح المفاهيم والأفكار، وهي تقود بصدق جهدا مهما في هذا الموضوع بحكم أنها الصوت الجماعي للعالم الإسلامي من خلال الحراك الكبير الذي يتصدره أمينها العام الدكتور يوسف العثيمين، حيث تم التوقيع على العديد من مذكرات التفاهم مع مراكز متخصصة تتضمن إعداد الدراسات والبحوث المتعلقة بالتطرف والإرهاب ونشر الوسطية والاعتدال وقيم التسامح والعدل والتفاهم والسلام بين الشعوب، إضافة إلى تنظيم لقاءات دورية مع الأكاديميين والباحثين من أتباع الحضارات المختلفة لمعالجة قضايا الإرهاب المستجدة مما يؤكد حرص المنظمة على متابعة كل حديث في هذا الموضوع كما تقوم بحكم موقعها الإقليمي بتبادل المعلومات والخبرات في مجالات العمل المشترك التي تخدم هذه الأفكار إدراكا منها لخطورة استخدام التطور العلمي ومواقع التواصل الاجتماعي في نشر التطرف.
أتمنى من الدكتور العثيمين تبني برنامج يتم بثه في قنوات الدول الإسلامية الأعضاء في المنظمة عن مواضيع التسامح ونشر الوسطية والاعتدال وهي فكرة أتوقع أن تجد قبولا لما للمنظمة من مكانة ومصداقية لدى شعوب المنطقة.