ولكن المشكلة أن بعض البيوت تعيش في تناقض كبير، فالواجب على زوجة الابن أن تحمد ربها ليلاً ونهاراً أنها اقتربت منهم، وشكواها مما تعاني كاذبة حتى ولو ثبت صدقها، بينما على أهل زوج ابنتهم أن يحمدوا ربهم على الدرة المصونة، وأن ينتبهوا من أي شكوى تصدر من ابنتهم العزيزة.
أياً كان الصادق والكاذب فإن أسرنا بحاجة ماسة إلى أن تقنن تدخلاتها في حياة ابنها وابنتها بعد زواجهم، فلا يكون التدخل إلا في حالات الضرورة القصوى، وكلما تم تأخيره فهو أفضل، أما التدخل مع كل صيحة وحالة واتس أب، مع الاعتقاد الجازم أننا على صواب لا يحتمل الخطأ، وغيرنا على خطأ لا يحتمل الصواب، فستكون له آثاره الكارثية عليهم، وعلى ابنتهم وابنهم قبل غيرهم.
فالنتيجة المنطقية والواقعية أن الابن لن يقبل بالتدخل في حياته حتى ولو تصبّر في بداية الأمر، ولذلك سيهرب ومن ثمّ يقاطع في أقرب فرصة ممكنة، أو على الأقل يأتي وحيداً بلا زوجة ولا أولاد، فمن الذي يستطيع إلزام المتضرر بالذهاب إلى ما يضره؟!
كما أن زوج البنت لن يصبر، وستأتي إليهم ابنتهم معززة مكرمة عاجلاً غير آجل، على رحلة إياب بلا ذهاب، وعندما تتقدم الأيام ستعرف البنت أن أهلها لم يحسنوا إليها في وقفتهم العمياء معها!
يجب أن نتغافل ولا ندقق في كل أمر إن كنا نسعى لوجود من نحب حولنا، فالتغافل طبع الكرام، ويجب أيضاً أن نتعامل مع الآخرين كما نحب أن يتعاملوا معنا إن كنا نريد لحياتنا أن تستمر بيسر وسهولة، ونعيش بلا ضرر ولا ضرار!
ولنحذر من نظرية المؤامرة، فعدد لا يستهان به من أنصارها لا يملك ما يستحق تعب التآمر عليه!