في البداية أكد الناقد يحيى مفرح زريقان أنه عندما تخلى التلفزيون عن الانتاج وسلم المهمة للقطاع الخاص فقد أبرز سماته، ما أدى الى تراجع حاد في مستوى ما يعرض بسبب غياب الكفاءات البشرية القادرة على فرز الأعمال، وأصبح التلفزيون يقدم أعمالا درامية وبرامج ضعيفة ما أدى إلى ذهاب الجمهور لشاشات أخرى توفر له ما يريد وتحترم فهمه وذوقه، وأشار زريقان الى أن الدولة وفرت كل الإمكانيات والدعم في الفترة الأخيرة للنهوض بالتلفزيون من جديد، وعلينا أن ننتظر لنرى النتائج، وأن نعطي الإدارة الحالية فرصتها الكاملة مثل من سبقها في ظل قيامها بالاتفاق مع اسماء ذات قيمة معرفية وفكرية مشهود لها من اجل تطوير المحتوى والنهوض به ورسم صورة ذهنية أمام العالم بما يعبر عن وعينا وهويتنا الثقافية.
ميزانية ضخمة
وأوضح المخرج أحمد دخيل الله أن التلفزيون السعودي لم يكن منتجا للأعمال في يوم ما، وما قدمة التلفزيون سابقا تحت مسمى (انتاج التلفزيون السعودي) كان فيها كجهة إشرافية أو مالك للحقوق فقط أو مشارك في الميزانية كدعم مادي، لا سيما ان الانتاج التلفزيوني يتطلب ميزانية ضخمة ومكانا مفتوحا وكاميرات متخصصة ومواقع للعرض.
شركات إنتاج
وقال رئيس ملتقى (إعلاميون) مدير عام القناة الثقافية سابقا عبدالعزيز العيد ان التلفزيونات في السابق كانت تنتج الأعمال الدرامية بنفسها، ولكن مع قيام شركات إنتاج ضخمة في مصر وسوريا ولبنان والكويت والسعودية والإمارات وغيرها من البلدان العربية، لم تعد المحطات التلفزيونية تستطيع الإنتاج، وأصبح دورها يقتصرعلى الإشراف فقط، لافتا إلى ضرورة أن يقوم التلفزيون بإنتاج الأعمال الصغيرة وقليلة التكلفة والإنتاج لتكون له بصمة وهوية خاصة به.
دور الهيئة
وأعربت الفنانة أمل حسين عن تفاؤلها بعودة التلفزيون السعودي لمكانته الطبيعية، بعد تعيين داوود الشريان رئيسا لهيئة الإذاعة والتلفزيون، والذي عرف بشغفه لوضع بصمة مميزة في عالم الإعلام السعودي، وأن لكل تجربة جديدة إيجابياتها وسلبياتها، لافتة إلى أن على الهيئة جهدا مضاعفا لجذب المشاهد بعد دخول السينما إلى مجتمعنا، عن طريق الارتقاء بالأعمال المقدمة، وأن هذا ما تقوم به الهيئة حاليا حيث شكلت لجنة لإجازة نصوص المنتجين، وهي خطوة لخدمة الدراما السعودية، فلا يقدم إلا ما هو جديد في فكرته ومتميز في مضمونه، ما يساعد على نجاح وانتشار الدراما السعودية خارج الحدود، متمنية أن يعيد التلفزيون عرض المسلسلات القديمة لترى الأجيال الحاضرة ما قدمته الدراما السعودية سابقا من إنتاج مشرف، بالإضافة إلى الاستفادة من أصحاب الخبرات.
