DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

طفيليات الستلايت.. المستأجرات النوائح

طفيليات الستلايت.. المستأجرات النوائح
الوضع الراهن في الوطن العربي، أكثر البيئات خصوبة لنمو الطفيليات الحزبية، وآلات الردح والترويج، وموسم المأجورين الذين يبيعون حشفهم بالكوم والجملة، وأحياناً بالساعة، أو بعدد الطلات التلفزيونية وبعدد التغريدات المسمومة.
ولأنه الموسم، فقد شهدنا عينات غريبة ومتخلفة تتسنم الفضائيات وتبث سمومها المزيج «الكوكتيل» من الجهل والغباء والسمسرة والتلقين.
بدأ الحوثيون عام 2014 هجومهم لاحتلال مدن اليمن، بتخطيط من حزب الله والحرس الثوري الإيراني، وبرعاية مخلصة من المبعوث الأممي جمال عمر وإدارة باراك أوباما. وبدأت الآلة الحزبية في الضاحية الجنوبية في بيروت والعراق وصنعاء ولندن وواشنطن، بتكثيف الدعاية وجلب أبواق، من كل مكان، للتبشير بفتوحات الحارس الشخصي السابق الأُمي، عبدالملك الحوثي، لكن بعد بدء عمليات عاصفة الحزم في 26 مارس 2015، اشتعلت النار في ملابس المخططين والمتآمرين حتى أن كبيرهم حسن نصرالله المكلف من الحرس الثوري باحتلال اليمن، بدأ سلسلة خطابات عصبية متشنجة، بل قال لمريديه إن المهمة في اليمن أسمى من مواجهة إسرائيل وأقسم علناً أنه لم يكن صادقاً في خطاباته ضد إسرائيل أكثر مما هو صادق في خطاباته من أجل الحوثي.
في العام الماضي، يبدو في التحليل، أن تنظيم الحمدين قد صب الملايين في سوق السمسرة هذا، من العصائب في العراق حتى دكاكين لندن، ليؤجر المزيد من الأبواق المتنوعة لخدمة مشاريع الحرس الثوري والحوثي. فأطلت علينا نوعيات غوغائية جاهلة وبئيسة، لا تحسن حتى خلطة السموم التي تقدمها.
من هذه النوعيات، ومثلها كثيرون، صاحب دكان في لندن، لا يفرق بين ثقافة العلاقات الدولية ومتطلبات بيع الفستق. ويبدو جرى توصيله إلى قناة دولية شهيرة، فتحدث عن «العدوان الصهيوني الأمريكي السعودي على اليمن» وهذه العبارة وحدها تدل أنها ملقنة، وجرى «ضبط» إعداداته سريعاً. لكنه تحول للتحدث عن الاستراتيجيات، فقال إن السعودية قد دفعت أربعة مليارات دولار لروسيا لتسكت عن مسألة اليمن، فـ«حان لأبي حنيفة أن يمد رجله»، وحري أن اغلق القناة، لأن الخبير الهمام مجرد «آلة تسجيل» فحسب. فالأربعة مليارات دولار كانت من المملكة للاتحاد السوفيتي أثناء الغزو الصدامي للكويت عام 1990 لتمتنع موسكو عن معارضة قرار مجلس الأمن بتحرير الكويت.
واضح أن الخبير المسموم، وقبل دخول الاستديو استعان بمحرك غوغل على عجل، وأخذ هذه المعلومة بلا تمحيص او تدقيق، فألقاها بحماس وجدية وكأنه جاء بفتح عظيم.
المؤسف أن مذيع القناة الدولية إما أنه أجهل من الخبير أو أن الأمر وجد في نفسه هوى فلم يوقف «آلة التسجيل» ولم يصحح المعلومة. لهذا تنمو الطفيليات النائحة المستأجرة في أطباق الستلايت وتلوث أسماع المشاهدين بكثير من غث الجهل والسموم.
[email protected]