DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أي خبرة.. لا. لا. لا !

أي خبرة.. لا. لا. لا !
في إحدى الإدارات كان هناك شاب في دورة تعريفية على أقسام الشركة للاطلاع على عمل الإدارة واكتساب الخبرة، كما تعمل الشركات الكبرى لدينا، وكان ذلك الشاب يدون ملاحظاته أثناء مروره على كل قسم، شد انتباهه أحد الموظفين حيث كان يجلس بالقرب من خط الإنتاج طيلة الوقت، سأله عن طبيعة عمله، فقال (مهمتي أن أقوم بتحريك كل كرتون على خط الإنتاج بحيث أتأكد أنه ممتلئ، وأستبعد أي كرتون فارغ) ذهب الشاب وفي اليوم التالي أتى بفكرة عبارة عن تركيب مروحة قوية على مقربة من خط الإنتاج، بحيث يتم توجيهها على الكراتين وفي حالة مرور أي كرتون فارغ ستقوم المروحة بإزاحته، لم يصدق مدير المصنع أن تصدر هذه الفكرة من شاب حديث التخرج والتي لم تخطر ببال أحد في ذلك المصنع من أهل الخبرة!، هذا مثال بسيط لشاب أحدث تغييرا في الإنتاجية وغيره الآلاف من الشباب من أصحاب قصص النجاح، إنها رسالة لكل من قتل طموح الشباب وجعل متطلبات وعقبات الخبرة من الأساسيات.
لست أنا من ينصح رجال المال والأعمال في قبول الشباب حديثي التخرج من عدمه، ولكن كما يقال تفكير بصوت عال! عندما يتقدم الشاب حديث التخرج على وظيفة، لا تشغل بالك يا صاحب العمل بخبرته التي لن تجدها، ولا تجعل اهتمامك ينصب على معدله GPA فمن يصنع التاريخ من كبريات شركات العالم أمثال شركات التقنية التي جعلت من العالم يسكن في هواتفنا داخل جيوبنا أغلب رؤسائها لم يكملوا دراستهم الجامعية ومن تخرج منهم لم يحصل على معدل عال، نحن في زمن التسارع والتصارع، ولم يعد لسنوات الخبرة نفس القيمة، بل العكس، شباب اليوم هم من يعلمنا، هم من يلهمنا، هم من يكون مصدر رزق وانفتاح لباب الأرباح على مصراعيه عند من يستقطبهم ويوفر لهم الأرض الخصبة لزراعة الإبداع!
شبابنا سيجدون من يحتويهم عندما يعملون مع (قادة) وليس مع (مدراء) فالفروقات بين القائد والمدير كثيرة ولا حصر لها، ومن أهم وأجمل الفروقات، أن المدير يجعلك تشعر بأهميته (هو) عندما تعمل أو تتعامل معه، بينما العمل مع من يتمتع بروح القيادة (قائد) يجعلك تشعر بأهميتك أنت!! وشتان بين من يشغلك بنفسه ومن أشغل نفسه من أجلك وجعلك تشعر بأهميتك في المنظمة، ومن هذا المنطلق نستطيع أن نحكم على أي بيئة عمل من خلال أداء الموظفين وبينهم تشعر بروح الفريق، يتكون لديك انطباع، بأن خلف هذا البيئة الصحية قائدا أعطاهم الثقة وبادلهم الاحترام.
عزيزي الخريج لا تيأس من كثرة الطلبات بما في ذلك الخبرات، طور من نفسك، احضر دورات، تطوع هنا وهناك وستجد ان كل ما قمت به من تطوير قد وسع من مداركك ورفع مستوى الوعي لديك وجعل لديك الثقة، تذكر الكرتون والمروحة جيدا، كن ممتلئا ثقة وثقافة حتى لا يسهل على مراوح المتطلبات ازاحتك!!