DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

استغلال علني لبراءة الأطفال

استغلال علني لبراءة الأطفال
توظيف الأطفال لأي مصالح أو مكاسب مادية سلوك سلبي ينتهك، ببساطة، براءتهم ويحرمهم من حقوقهم الطبيعية في النمو السليم، وإدراك الحياة من حولهم على نار تربوية هادئة، لذلك فهذا الأمر من الخطورة بما يدق ناقوس خطر حقيقي لإيقاف العبث الذي يحدث في المنصات الاجتماعية باختراق البراءة والتنشئة السليمة التي يجب أن يتمتع بها كل طفل في سن الطفولة، ومنع أي تهديد يطاله لتحقيق مصالح منتفعين لا يعرفون أو لا يهمهم تقدير الخطأ في هذا السلوك الشائن.
بدء انتشار إعلانات تسويقية وترويجية أبطالها أطفال مؤشر خطر لإهدار براءة الأطفال والاتجاه بهم إلى مدارات أكبر منهم لا يستفيدون منها شيئا في معرفتهم بما حولهم، وإنما يستفيد من يستغلهم في ذلك، باعتبارهم لافتين للانتباه أكثر من غيرهم، خاصة إذا كان لدى الطفل موهبة خطابية أو فصاحة لسان أو حتى حضور أمام كاميرا التصوير، غير أن ذلك ضار نفسيا على المدى البعيد، وقد سبق أن حذرت منظمة (أنقذوا الأطفال) قبل عدة أعوام من خطورة زيادة استخدام الأطفال في إعلانات سلع البالغين، وخصوصا الأزياء، إذ ان الإعلانات الحالية باتت تبرز الأطفال وهم أكثر نضجا، ما يعني دفعا قسريا باتجاه المجهول، وقفزا على مراحل نموهم الفطرية والطبيعية التي تجعلهم أكثر استعدادا لأن يعيشوا حياة طبيعية يعرفون خباياها من واقع تجاربهم وليس تجارب غيرهم الذين يضعونهم ضحايا محتملين ومبكرين لأطماعهم وسوء سلوكهم التربوي.
وزارة التجارة أكدت أن نظام التجارة الإلكترونية عبر منصات التواصل الاجتماعي حدد عقوبة المخالفين فيها بمليون ريال، فيما دعا المختصون إلى إطلاق ميثاق أخلاقي للمعلنين في تلك المنصات، ولكن يظل إقرار النظام وتفعيل نصوصه هو الأكثر جدوى في حماية الأطفال، رغم أن وزارة العمل، من جهتها، أكدت أن استغلال الأطفال في الجانب التسويقي مخالفة صريحة للنظام، ولكن ما نراه ونسمعه يشير إلى أن المخالفين لا يكترثون أو ليس لديهم الاستعداد للامتثال للنظام، وبذلك يشكلون خطرا محققا ومؤكدا على مستقبل الأطفال ما لم تتم ملاحقات ورصد مثل هذا الاستغلال الذي يدمر مستقبل أجيال من أجل مصالح قلة لا يعنيها انهيار منظومة مجتمعية من جذورها وقواعدها وهي هؤلاء الأطفال الضحايا.