معظم الخلافات التي تقع بين الزوجين وتنتهي بالطلاق كانت عبارة عن شرارة بسيطة لم تجد من يطفئها او من يحول تلك الشرارة بحكمة الى جمرة عواطف تدفئ بيت الزوجية بدل ان تكون حارقة، هناك أمور قد تساهم في تقليل نسب الطلاق المتزايدة، منها الاهتمام بالأساسيات (software) وعدم المبالغة في الاهتمام بالكماليات (hardware) نحتاج إلى رفع حس الوعي عند الطرفين، كإلزام العرسان بحضور دورة واجتيازها كما تم اعتماد فحص ما قبل الزواج لتجنب الأمراض الوراثية، كذلك ضرورة إدراج فحص الخلو من الامراض الجنسية وتعاطي المخدرات، بحيث يكون كل ما سبق من المتطلبات الاساسية، فكما لدينا متطلبات وظيفية ومتطلبات للدخول في الجامعات، أليس الاحرى ان يكون هناك متطلبات ما قبل الزواج، فطلاق الزوجة أخطر من خسران وظيفة او كرسي جامعي! لا نريد ان تدفع الفتاة حياتها نتيجة غلطة من قبل أهلها، فتظل في حيرة من أمرها، ويبقى لديها خياران لا ثالث لهما وكلاهما (أنيل) من الثاني، إما حياة مع وحش كاسر او متعاط، او هناك اسباب لا تتسع مساحة المقال لذكرها، او انها تختار الطلاق!
المشكلة وكما يقال (حشف وسوء كيلة) بعض الشباب يعاند في موضوع الطلاق وتبدأ رحلة المعاناة على أبواب المحاكم، ما يحز في النفس فعلا ان تسمع معاناة بعض الآباء الذين عاشوا حياتهم بسلام وستر ولم يدخلوا باب محكمة، ولسان حالهم يقول (حسبنا الله على من أوصلنا الى المحاكم).
أحزنتني قصة العروس التي تم طلاقها في نفس الليلة نتيجة إصرار أخيها على الدخول معها ومعارضة والد العريس، من خلال هذا المقال أناشد حكماء تلك الأسرة أن تعود مياه الافراح الى مجاريها وبلاش عناد على ان تتم مراسم الزواج فلا نجعل العروس تدفع ثمن غلطة غيرها.