DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

يا فرحة ما تمت.. انفصلوا!

يا فرحة ما تمت.. انفصلوا!
كم هي جميلة عبارات الفرح لما لها من صدى عذب، كقول الآتي: مبروك، بارك لهما وبارك عليهما وجمع بينهما في خير، الله يجمع بينهما في خير، وهناك تترنم السيدات على طبول وأهازيج (الطقاقات) ويزداد التراقص عذوبة خاصة من قبل أم العروس والعريس مع أصوات التغاريد في قاعة الأفراح، لا يخفى عليكم كم سبق تلك اللحظات السعيدة من مجهودات جبارة واهتمام بأدق التفاصيل من كلتا العائلتين متقاسمتين الأدوار من أجل إخراج فيلم تلك الليلة كما يحب المخرجان (العروسة والعريس!).
المؤلم ان كل ما سبق ذكره في افتتاحية مقالي قد يتبخر في شهور او أسابيع، وهناك العديد من القصص و(الغصص!) كانت نهاية العرس في نفس الليلة نتيجة لتصرفات شخصية، وعناد ومكابرة، حيث غاب الحكماء من العائلتين وبقي على منصة الاحداث من لا يمتلك الحكمة، فكانت القرارات الارتجالية ممزوجة بعنجهية و(مبهرة) بجينات الفوقية والاحساس بان دخول الحياة الزوجية بداية لمعركة ومن يفرض نفسه وسطوته مع اول ميل في رحلة الحياة الزوجية سيمسك بزمام الأمور ويصبح الآمر الناهي!!
معظم الخلافات التي تقع بين الزوجين وتنتهي بالطلاق كانت عبارة عن شرارة بسيطة لم تجد من يطفئها او من يحول تلك الشرارة بحكمة الى جمرة عواطف تدفئ بيت الزوجية بدل ان تكون حارقة، هناك أمور قد تساهم في تقليل نسب الطلاق المتزايدة، منها الاهتمام بالأساسيات (software) وعدم المبالغة في الاهتمام بالكماليات (hardware) نحتاج إلى رفع حس الوعي عند الطرفين، كإلزام العرسان بحضور دورة واجتيازها كما تم اعتماد فحص ما قبل الزواج لتجنب الأمراض الوراثية، كذلك ضرورة إدراج فحص الخلو من الامراض الجنسية وتعاطي المخدرات، بحيث يكون كل ما سبق من المتطلبات الاساسية، فكما لدينا متطلبات وظيفية ومتطلبات للدخول في الجامعات، أليس الاحرى ان يكون هناك متطلبات ما قبل الزواج، فطلاق الزوجة أخطر من خسران وظيفة او كرسي جامعي! لا نريد ان تدفع الفتاة حياتها نتيجة غلطة من قبل أهلها، فتظل في حيرة من أمرها، ويبقى لديها خياران لا ثالث لهما وكلاهما (أنيل) من الثاني، إما حياة مع وحش كاسر او متعاط، او هناك اسباب لا تتسع مساحة المقال لذكرها، او انها تختار الطلاق!
المشكلة وكما يقال (حشف وسوء كيلة) بعض الشباب يعاند في موضوع الطلاق وتبدأ رحلة المعاناة على أبواب المحاكم، ما يحز في النفس فعلا ان تسمع معاناة بعض الآباء الذين عاشوا حياتهم بسلام وستر ولم يدخلوا باب محكمة، ولسان حالهم يقول (حسبنا الله على من أوصلنا الى المحاكم).
أحزنتني قصة العروس التي تم طلاقها في نفس الليلة نتيجة إصرار أخيها على الدخول معها ومعارضة والد العريس، من خلال هذا المقال أناشد حكماء تلك الأسرة أن تعود مياه الافراح الى مجاريها وبلاش عناد على ان تتم مراسم الزواج فلا نجعل العروس تدفع ثمن غلطة غيرها.