وقلت يومياً للسفير البريطاني المعين لدى كابول، يا سعادة اللورد: لا يمكنكم هزيمة طالبان إلا بإزالة جبال افغانستان، ثم يمكنكم محوها، ذلك أن مقاتلي الجبال لا يمكن هزيمتهم بالجيوش التقليدية، لكن يمكن استمالتهم بذكاء بأساليب غير المواجهة العسكرية النظامية.
وحاولت المملكة في مناسبات وفي مراحل عديدة ارساء السلام وإطفاء الفتنة في افغانستان. سواء باستضافة مؤتمر سلام بين الأفغان والاتحاد السوفيتي، أو في استضافة اجتماعات مصالحة للفصائل الأفغانية اثناء الفتنة بعد التحرير. وقبل يومين استضافت المملكة مؤتمر علماء الإسلام بعد نداء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للاشقاء الافغان لمد هدنة العيد، والانخراط في محادثات صلح، تضمد الجراح وتتجاوز الماضي وتعد للمستقبل وتحفظ أرواحا بريئة من وباء الموت. ونأمل أن يجد والدنا زعيم الأمة استجابة لدى الأشقاء ليعصموا دماءهم وأرواحهم ويدفنوا الضغينة والشرور.
وفي الحقيقة فإن الافغان وحدهم يدفعون، الآن، ثمناً مجانياً لحرب لا مبرر لها، وغير مجدية، لكنها تحصد الأرواح وتترك الآلام والجراح وتخلف آلاف الأرامل والأيتام، والمستفيدون الوحيدون هم تجار الموت والساعون بالفتن و«مصنع» الضراء والميليشيات والجريمة المنظمة في طهران.
* وتر
الافغانية الصبور..
تكابد العنا
وتكفكف دموعها..
وليل بطول السهد والثكل..
إذ ممر خيبر المجيد معبر للجنائز
وتاريخ يكتب بالدم والنار
[email protected]