DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

وادي الموت.. وطن الجنائز

وادي الموت.. وطن الجنائز
لا أحد، إلا قليلا، يعرف أن افغانستان ورجالها الأشداء البواسل، قد تخصصوا في قهر الامبراطوريات الكبرى، ويبدو انهم لا يزالون ينهمكون في هذه المهمة الشاقة الدامية، تحفزهم جبال صم شاهقات، وفرضيات الجغرافيا المريرة. لكن الأفغان لم يتمكنوا من قهر آلة الموت في صفوفهم، لهذا يمد الافغان آلة الفناء، الطاغية، بمزيد من أجساد شبابهم وأرواحهم. وأوضح مثال هو جولة الأفغان الأخيرة مع الموت التي بدأت منذ الغزو السوفيتي- الروسي عام 1979، حين بدأت مجالدة القوة العظمى الهمجية الملحدة. وبعد تحرير افغانستان من الاحتلال السوفيتي، بمساعدة المملكة والغرب، اشتعلت الفتنة بين الأفغان فبدأت آلة الموت جولة أخرى لتحصد الأرواح وتشرد الناس في الخريطة الافغانية، وتوجت بنهوض نظام طالبان المتطرف وتحالفه مع تنظيم القاعدة الإرهابي، وأدى الحلف الشرير إلى الغزو الأمريكي لافغانستان بمساعدة إيرانية، ثم يتطور الصراع طبيعياً إلى حرب أهلية بين طالبان والحكومة الافغانية.
ذلك أن الشجاعة الباسلة هي سر بأس الأفغان وبؤسهم، مدعومة بجبال صم وملاذات محصنة، خاصة أن الجبال تشكل ثلثي مساحة افغانستان.
وقلت يومياً للسفير البريطاني المعين لدى كابول، يا سعادة اللورد: لا يمكنكم هزيمة طالبان إلا بإزالة جبال افغانستان، ثم يمكنكم محوها، ذلك أن مقاتلي الجبال لا يمكن هزيمتهم بالجيوش التقليدية، لكن يمكن استمالتهم بذكاء بأساليب غير المواجهة العسكرية النظامية.
وحاولت المملكة في مناسبات وفي مراحل عديدة ارساء السلام وإطفاء الفتنة في افغانستان. سواء باستضافة مؤتمر سلام بين الأفغان والاتحاد السوفيتي، أو في استضافة اجتماعات مصالحة للفصائل الأفغانية اثناء الفتنة بعد التحرير. وقبل يومين استضافت المملكة مؤتمر علماء الإسلام بعد نداء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للاشقاء الافغان لمد هدنة العيد، والانخراط في محادثات صلح، تضمد الجراح وتتجاوز الماضي وتعد للمستقبل وتحفظ أرواحا بريئة من وباء الموت. ونأمل أن يجد والدنا زعيم الأمة استجابة لدى الأشقاء ليعصموا دماءهم وأرواحهم ويدفنوا الضغينة والشرور.
وفي الحقيقة فإن الافغان وحدهم يدفعون، الآن، ثمناً مجانياً لحرب لا مبرر لها، وغير مجدية، لكنها تحصد الأرواح وتترك الآلام والجراح وتخلف آلاف الأرامل والأيتام، والمستفيدون الوحيدون هم تجار الموت والساعون بالفتن و«مصنع» الضراء والميليشيات والجريمة المنظمة في طهران.
* وتر
الافغانية الصبور..
تكابد العنا
وتكفكف دموعها..
وليل بطول السهد والثكل..
إذ ممر خيبر المجيد معبر للجنائز
وتاريخ يكتب بالدم والنار
[email protected]